السبت، 15 مارس 2008

تواصل الحملة التضامنية مع الشاعر بول شاوول استنكاراً للدعوى المرفوعة عليه من الجنرال عون


تتواصل حملة التضامن مع بول شاوول استنكاراً للدعوى التي رفعها الجنرال ميشال عون عليه.هنا رسالة من شاعر يمني، ومقالة من الشاعر غسان علم الدين، ودفعة جديدة وردت من مجموعة من المثقفين المغاربة.
عزيزي الشاعر يحيى جابر، محبة وسلاماً،
آمل ان تكون بخير،
ان ما يتعرض له الشاعر بوول شاوول لا غرابة فيه في ظل الأوضاع التي يعيشها لبنان، منارة الحرية والجمال.
لكن اللبنانيين الذين ولدوا مع الحرية مستحيل ان يتوافقوا مع مؤسسة غير حرة.بول شاوول أحد اسماء لبنان الجميلة والتي تشير إليه، لهذا لن اتضامن معه فكيف نتضامن مع لبنان، بالأصح، هو الذي يتضامن معنا، نحن المسكونين بحب لبنان الحر، عاش بول شاوول.
علي المقري (صنعاء)
المثقفون المغاربة يتضامنون مع بول شاوول
أعلنت مجموعة من المثقفين في المغرب تضامنها مع بول شاوول واستنكارها للدعوى المرفوعة عليه من الجنرال ميشال عون. هنا الأسماء:حسن نجمي (شاعر ورئيس بيت الشعر في المغرب)، عزيز أزغاي (شاعر وفنان تشكيلي ـ الكاتب العام لبيت الشعر في المغرب)، إدريس الخوري (صحافي وكاتب)، عبد الدين حمروش (شاعر)، مصطفى النحال (باحث ومترجم)، أحمد بن اسماعيل (فنان تشكيلي)، حسن الوزاني (شاعر)، محمد بوجبيري (شاعر)، عاهد سعيد (صحافي وشاعر)، حسن بحراوي (باحث)، جلال الحكماوي (شاعر)، محمود عبد الغني (شاعر)، لحسن العسبي (كاتب وصحافي)، حجي محمد حجي (شاعر)، عثمان بنعليلا (كاتب)، عائشة البصري (شاعرة)، مراد القادري (شاعر)، محمد قمر (رئيس المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف)، عبد الفتاح بهجاجي (الرئيس المؤسس للشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال)، محمد الخودي (عضو المكتب الإداري لرابطة جمعية الآباء بالدار البيضاء)، محمد منخار (مخرج سينمائي).
بول شاوول وأطياف الجنرال
لا أعرف لماذا تستحوذ على فكري أطياف جنرال "خريف البطريرك" لماركيز كلما يسود لغط كبير حول عقيد من هنا أو جنرال من هناك من عقدائنا وجنرالاتنا الملهمين المؤيدين بعون ونصر من الإله العظيم.ولا أعرف لماذا تستحوذ على فكري رغبة التواطؤ دائماً مع بول شاوول "نرسيساً"، طاعناً في الموت، في نفاد الأحوال. لا سيما ضد المدججين بالألقاب والأوسمة والنياشين والعقبان والنسور.الاستحواذ والتواطؤ أمران اليئهما محمول على الانحياز. والانحياز هنا قائم على سببين كتابين: كتاب بول شاوول "أيها الطاعن في الموت" الذي له حكاية حكيتها لبول ذات إهداء على كتاب. وكتاب "خريف البطريرك لماركيز"، لكن شتان بين انحياز وانحياز.أما جنرال ماركيز فكان مصاباً بـ"فتق في خصيتيه" أي كان مقروقاً. والمقروق (بحسب ابن خلكان) "يعاني عجزاً حاداً في محفزات قدرات النخاع الشوكي، منطلق عصبة الفحولة والقدرة المطردة على التحكم بالهوس ومنخوليا الدماغ". قال له رودريغو أغيلار: "بكل بساطة سيدي الجنرال كل شيء ضدنا، حتى الكنيسة، كلا، قال: الكنيسة مع الذي يحكم، لكن قادة المعارضة المدنية بدأوا أخيراً بالظهور وهم الآن يتآمرون في قلب الشارع، هذا أفضل قال: أشنق منهم واحداً على كل فانوس من فوانيس ساحة الأسلحة حتى يعرف الجميع من هو الرجل القادر على كل شيء هنا. لكن كل شيء ضاع سيدي الجنرال. كل الناس معهم، هراء، قال: القوم معي ولن يخرجني أحد من هنا إلا ميتاً، ثم نام حتى ساعة حلب البقرات حيث وجد قاعة الاجتماعات قد تحولت إلى مزبلة".أما جنرال بول شاوول: "رأيته وافداً والطير تهرب من خطواته، ماذا سنفعل بوجوهنا المحفّرة على الحديد، من سيخفي أجنحته أمام نذير قدومه، من سيكسر الكؤوس حتى لا تبقى دمعة للذكرى، بعدما أغلق على جسده بوابة الوهم، هنا الأرض بلا جماهير، والرمل غزير، فلاتعمق في الرمل، حزن يحلم بالوقوف هذه الطعنة في جريك، وماذا لو تمددت على أطراف الحلم، أو نفضت أرق اليقظات من عينيك، بعدما تتهاوى على مدارك أعمار، آه لو تعرف قبل أن تسقط".ثم ثمة شيء آخر لا أعرفه أيضاً:لماذا كلما تذكرت أو لاح لي طيف بول شاوول أو طيف أي شاعر آخر تحضر أمامي أطياف كل الشعراء والملاعين والضالين والمرضى: أبو حيان التوحيدي، والحريري صاحب المقامات، والأصمعي، وأبو العلاء وجبران، وادغار ألن بو، وولف ويتمان، وغاندي، وألن غنسنبرغ، ومحمد الماغوط، وإبن عربي، والحلاج، وكافكا، ووديع سعادة، وعبده وازن، وعقل العويط، وزعيمهم النفري قائلاً على وجه التحديد: "لا يقدّر العارف قدر الواقف. الوقفة عمود المعرفة، والمعرفة عمود العلم. الوقفة لا تتعلق بسبب ولا يتعلق بها سبب. لو صلح لي شيء صلحت الوقفة. ولو أخبر عني شيء أخبرت الوقفة. معرفة لا وقفة فيها مرجوعها إلى جهل. الوقفة ريحي التي من حملتته بلغ إليّ، ومن لم تحمله بلغ إليه.الواقف يرث العلم والعمل والمعرفة، ولا يرثه إلا الله. احترق العلم في المعرفة واحترقت المعرفة في الوقفة".أما نرسيس بول شاوول ليس كما يعرّفه بعضهم انه "عاشق النظر إلى نفسه في الماء" بل بحسب بلال عبد الهادي كان يعشق النهر الذي يجري في عينيه الذي لا يهدأ ولا يستكين، يتدفق، يضمحل، يتصل، ينكسر، يغضب، يرق، يتعكر، يشف، ويفيض آخذاً في طريقه كل ما يعترضه من سلطعونات وسلاحف وديدان، وابقار، وأغنام، وكلاب، وأحذية، وحاويات فارغة، وقش، وزبد، وكركدنات، وأفراس الأنهار.صديقي بول اسمع هذه الحكاية ستضحك كثيراً غداً أو غداة الغد وأنت في حضرة الحاكم القاضي الجاد جداً: روى السيوطي في كتابه "تاريخ الخلفاء" أن رجلاً اسمه شريك بن الأعور دخل مرة على معاوية بن أبي سفيان، فبادره أمير المؤمنين متهكماً: شريك وأعور؟ فبادره الرجل على الفور ببداهة العربي وفطنته: "إنك لمعاوية، والعاوية كلبة عوّاء، وابن أبي سفيان، بن أمية، وأمية مصغّر الأمَة الخادمة الوضيعة المهانة. وكان معاوية مشهوراً بحلمه وفطنته أيضاً وحبه لكظم الغيظ ينعم بشمائل وسمات الحاكم العاف عند المقدرة، فاستسمحه معاوية وأثنى على فطنته وذكائه، وأمر له بشيء من بيت المال".قال ابن عون: "كان الرجل يقول لمعاوية: والله لتستقيمن بنا يا معاوية، أو لنقوّمنّك: فيقول بماذا؟ فيقول: فالخشب. فيقول: إذن نستقيم". (تاريخ الخلفاء ص 194، الطبعة الأولى 1952، مطبعة "السعادة" بمصر.بول: جلبت معي علبة سيجار كبيرة من آخر سفرة عن وطن الأرز وأصحاب النياشين والمقامات العالية، دخانها يكفي لخلق غيمة كبيرة وكثيفة في سماء بيروت قد تحجب ذبذبات قدرة البث التلفزيوني، علّنا لا نرى سحناتهم الليلة في الأقل.غسان علم الدينقلبك حر، يا بول شاوول:مهما كسرت أقلام أو قطعت ألسنة!الكاتب ضمير الحضارة.فما بالك إذا كان شاعراً أو رساماً أو مغنياً أو ممثلاً.ليس هذا الكلام مجانياً بل هو الكلام بجروحه ودمائه.من يكتب الكلام بجروحه ودمائه عنيف الأثر. لا من يقول كلامه على ظهور دبابات الوعود ورصاص الليالي. أبناء النجوم الغائبة. حيث لا شمس ولا يوم قادم.بول شاوول ولا سوى. هذا الشاعر والمسرحي والمثقف الكبير.نرفض كل محاولة لتكسير أقلامه لأنها لا تفيد.نرفض كل محاولة لتقطيع ألسنته لأنها لا تفيد.نرفض كل محاولة لجرجرته وبهدلته لأنها لا تفيد.بول شاوول قلب حر هذا ما نعرفه ولا يعرف بول سوى أنه قلب حر.باسم كل أبناء الكلام. صور الحضارة. صور لبنان الحر. صور الحياة الحرة. نقول: قلبك حر، يا بول شاوول.
عن (المستقبل)-بيروت

الخميس، 13 مارس 2008

معرض الرياض للكتاب والتضييق على الحرية

شتيوي الغيثي

في أي حراك فكري أو اجتماعي يسعى إلى التغيير فإن الحرية هي الضامن الأكبر إلى تحقيقه. ولما كان الوضع كذلك كان أملنا الأخير في الإبقاء على الحرية في معرض الكتاب، بحيث يكون نافذة النور لحرية الفكر. خاصة أنه ليس دائما بمعنى أنه مرة كل سنة ولمدة عشرة أيام فهل التضييق يزعجه عشرة أيام من الحرية الفكرية. حتى إن الكتب التي تباع في المعرض ليست مفسوحة إلا وقت المعرض مما يعني أنه يمنع بيعها في أوقات غير وقت المعرض فيما لو حاولت أي مكتبة أخرى الاستفادة من المعرض في شراء كميات كبيرة وبيعها فيما بعد وقت المعرض، وهذا ما تم بالفعل التحذير منه رسمياً في بداية افتتاح المعرض.لكن حتى هذه الأيام العشرة لحرية الكتاب صارت هذه السنة سجينة رؤى أخرى استطاعت أن تحجم من دور الفكر بمهاجمة القائمين عليها والقيام بالمناصحات الرسمية وغير الرسمية حتى سبق المعرض وبوقت كافٍ بيان لعدد من التقليديين يشجبون معرض الكتاب ويشجبون الاختلاط الذي حصل العام الماضي. هذا غير أن بعض من في مجلس الشورى قد طالب السنة الماضية بمحاكمة وزير الثقافة والإعلام على الانفتاح الفكري والاجتماعي في معرض الكتاب، وفي القنوات الفضائية باعتبار أن الكثير من المذيعات متبرجات والحقيقة أنهن بلا استثناء في كل قنواتنا الفضائية الرسمية كن محجبات الحجاب الشرعي دون الوجه، وهي مسألة خلافية معروفة يطول فيها الحديث؛ لكن يبدو أن الرؤية التقليدية يزعجها حتى هذا الحجاب الشرعي مما يعني أن هناك رؤى متشددة تشدداً مبالغاً فيه مهما ادعى أصحابها الوسطية، فمن لا يؤمن بالمسائل الفقهية الخلافية فهو في رأيي داخل في الرؤية المتطرفة، وهذا ما هو مشاهد في الكثير من الآراء التي يقول بها خطابنا الديني المحلي.كان معرض الكتاب في السنة الماضية أقرب إلى المظاهرة الفكرية أو الكرنفال الثقافي، لا على مستوى حرية عرض الكتب وعناوينها ولا على المستوى الاجتماعي فقد كانت الكتب المعروضة ترضي ذائقة رواد المعرض وتحترم عقولهم واختياراتهم الفكرية، مع مشاركة المرأة في الوقت نفسه ولم تسجل أي مشاكل كما هي دعاوى البعض خاصة إذا عرفنا أن جميع رواد المعرض هم من الفئة المثقفة أو الواعية نسبياً، لكن ذهنية الوصاية ما تزال هي الأكثر حضوراً في مثل هذه المواقف؛ لذلك فإنه من الطبيعي أن تجد من يناصحك لمجرد أنك اشتريت كتاباً أو كتابين لكاتب لا يرضاه هو في إيحاء ضمني غير مقبول على الإطلاق بأنك دون مستوى الفهم أو أنك في درجة من الغباء الذي يمكن لأي كاتب أن يغرر في عقلك.هذه السنة كان معرض الكتاب دون مستوى الطموحات بل كان دون مستوى الحرية الممنوحة له العام الماضي، وربما كان للهجوم العنيف الذي لحق القائمين عليها الأثر الكبير في تحجيم حرية الفكر، وهذه إشكالية أخرى فالانتكاسة عن خطوات الانفتاح تجعل من المهاجمين أكثر ثقة بقوتهم وتأثيرهم لذلك فإنها لن تتوقف عمليات الهجوم كما حصل في أول أيام المعرض على بعض الدور، حيث تم تحجيم الإعلام عن الحادثة فلم تتم تغطيتها لكنها نُقلت لي من قبل من شاهدها وكان قريباً من الحدث.من جهة أخرى كانت عملية الفصل بين الجنسين في المعرض خطوة متراجعة كثيراً عن العام الماضي حتى أثر ذلك على زيارة المعرض بالنسبة للرجال والنساء على السواء، إذ يضطر الواحد إلى الجلوس يوما أو يومين من غير أي فائدة تذكر خاصة من قبل من هم من خارج الرياض أو يقومون بالتحايل على النظام بحيث يدخل الواحد مع العائلات حتى لو لم يعرف منهم أحداً لكي يستثمر الوقت في شراء كتاب أو كتابين ثم يعود أدراجه إلى البلد الذي جاء منه. والبعض لم يستطع أن يعرف أماكن الكثير من الدور لضيق الوقت الممنوح له حتى إن بعض رواد المعرض لم يستطع أن يدخل إلا نصف يوم فقط عاد أدراجه خائباً هذا غير الفصل في الفعاليات الثقافية على رداءتها بين أماكن الرجال وأماكن النساء، فالعام الماضي كان الرجال إلى جانب النساء ويفصل بينهم فاصل جداري بحيث تستطيع المرأة الحاضرة مشاهدة المحاضرين من غير اللجوء إلى الدائرة المغلقة، أما هذه السنة فقد تم الفصل بجدار عازل كبير جعل النساء يجلسن في الخلف من الرجال، ويبث لهن الحدث من خلال الشاشات أو العرض التلفزيوني، كما أن رجال الحسبة كانوا بشراسة مخيفة هذه السنة في استقبال الحاضرين، وكأنهم في حالة استنفارية جهادية توحي بريبة كبيرة من قبلهم تجاه الحاضرين جميعاً من غير التفريق بين كبير وصغير أو بين جهة رسمية وأخرى غير رسمية.لقد نجح البعض في تحجيم الحريات على الناس وعلى أفكارهم وعلى عقولهم، في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون معرض الكتاب هو المظاهرة الحقيقية التي تفاخر فيها وزارة الثقافة والإعلام كل سنة وتخطو من خلاله لتكريس الحرية وفتح الآفاق المعرفية حتى يكون نقطة بارزة في الثقافة المحلية تجعلنا في مصاف دولة صغيرة مجاورة تتجاوزنا بخطوات بعيدة المدى من الناحية الثقافية هي مملكة البحرين الشقيقة حيث يُتوقع أن تصل عناوين الكتب في معرضها القادم إلى أكثر من عشرة ملايين عنوان في حين أننا نفاخر بمئتي ألف عنوان فقط.
*كاتب سعودي
عن(الوطن) السعودية

الأربعاء، 12 مارس 2008

مثقفون : الرقـابة كثّفت جهـودها على الروايـة في معرض الرياض للكتـاب



مثقفون : الرقـابة كثّفت جهـودها على الروايـة في معرض الرياض للكتـاب
هاني حجي - الرياض
أكد مجموعة من المثقفين والأدباء أن كتب نقد التراث كانت هى الاكثر حضورا في معرض الرياض الدولي للكتاب، كما أشاروا إلى أن الرقابة كثفت جهودها على الكتب الإبداعية وبالأخص الروايات وتم منع كتب كانت حاضرة في المعرض العام السابق ، وأشاروا إلى أنهم أصيبوا باحباط بسبب انخفاض سقف حرية الكتب المفسوحة عن العام الماضي।وذكر القاص طلق المرزوقي انه كان من الواضح في المعرض سيادة الكتاب الإسلامي الموجه وفسح المجال له لدخول المعرض بقوة، وهذا يدل على أن الخطاب الأحادي ما زال قويا، وله جمهوره.وأضاف ان الرقابة كانت شديدة على الاعمال الإبداعية والأدبية وبالأخص الروايات التي سحب منها عدد لا بأس به على العنوان وليس المضمون في أحيان كثيرة.وأشار المرزوقي إلى أن المعرض في هذا العام أصاب الأدباء والمثقفين بخيبة الأمل، واعتبر أن فيه نكوصا عن المعرض الذي أقيم العام الماضي، ورأى فيه انخفاضا لسقف الحرية .وقال الشاعر محمد الفوز : من خلال انطباعي عن المعرض أرى أن الكتب التي تركز على نقد التراث هي التي كانت أكثر حضورا وكان نصيبها الأكبر من قبل جمهور المعرض بعكس السنوات السابقة॥ وقال ان هذه الكتب تجد إقبالا كبيرا من مختلف الشرائح والاعمار.وأشار الفوز إلى أن وجود مثل كتب نصر حامد أبوزيد ورولان بارت تعزز مفهوم التغيير في ثقافة الشباب والجمهور، وذلك بعكس ما كانت عليه المعارض في السابق حيث ان الكتب التراثية كانت هي الأكثر اقبالا وحضورا. ويرى الفوز أن منع بعض الروايات سبب صدمة للأدباء مثل سحب «ارض السواد» لمنيف وهي معروضة في بعض المكتبات المحلية، وبعض روايات عبده خال. وأكد صاحب دار طوى عادل الحوشاني انخفاض سقف الحرية مقارنة بالعام الماضي، وأشار إلى أنه تم سحب روايات كانت مسموحة في معرض العام الماضي مثل رواية «بحريات» لأميمة الخميس، ورواية لعبده خال كانت معروضة في العام الماضي ومنعت رواية «الخيمة» لمحمد شكري، رغم أنه لا توجد بها تجاوزات.وأضاف انه لو استمر المعرض بنفس مستوى سقف الحرية المرتفع في العام الماضي لكنا سنحقق نتائج مبهرة في معرض العام الحالي، ولكن مع الأسف، فإن تدخلات البعض في القرارات الإدارية والاجتهادات الفردية أدت الى انخفاض سقف الحرية في المعرض .

عن(اليوم)

هل ثمة تحريم للخمر والنبيذ في الإسلام ؟





جوزف باسيل

سئل الكاتب لدى طرح موضوعه للسؤال التقليدي الذي يخاف كل مسلم ان يطرحه على نفسه، هل تريد ان تحلّل الخمر؟ سنذكر في ما يلي ما اراد علي المقري، مؤلف كتاب "الخمر والنبيذ في الاسلام"، التوصل اليه، في المقالات المجموعة فيه، والتي نشر بعضها في ملحق "الجمهورية الثقافية" الذي يصدر أسبوعيا عن صحيفة الجمهورية في تعز باليمن.
أراد المقري تناول موضوع الخمر والنبيذ ضمن موضوعات تبرز جوانب "التعدد في المرجعية الفكرية الاسلامية" الذي لا يقتصر على نص او حال "او موضوع انما يتناولها جميعا، ومن ضمنها موضوع الخمر، لذلك يقول: "اردت من خلال ايراد بعض المغيّب عنوة عن نصوص المرجعية الاسلاميةأن ابرهن وجود تعددّ في وجهات هذه النصوص، وتعددّ آخر في تفسيرها وتأويلها وشرحها، يصل احيانا الى حد التناقض الذي يتيح امكان القول ان الشيء ذاته حلال بمعيار وجهة ما، وحرام بمعيار وجهة اخرى.
ويشير الى اختلاف الفقهاء والائمة على بعض المسائل ومنها ما يتعلق بكتاب القرآن وسنّة النبي، من ذلك من يقول بوجوب نسخ احكام آية في القرآن بأحكام آية اخرى جاءت بعدها تبعا للنص القرآني "ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها" (سورة البقرة 106) لكن البعضالآخر يرفض فكرة النسخ ويعتبر ان كل آيات القرآن ملزمة. فضلا عن قول البعض بالتفسير الظاهر رافضا التأويل، فيما يقول البعض الآخر بالتأويل، وفيما يعتمد آخرون على التفسير الباطني، ويقول المقري "قبل هؤلاء جميعاً ومنذ اكثر من ثلاثة عشر قرناً كان الصحابي عبدالله بن مسعود الموصوف بزهده وبعلمه بالقرآن قد انكر صحة المصحف المتداول من اصله والذي جمع ايام الخليفة عثمان بن عفان، متهما هذا الاخير بحذف بعض الآيات التي تخالف وجهته ومصالحه"، وكذلك الاختلاف على السنّة النبوية ومدى الزاميتها بوجود احكام القرآن او بدونها، حتى "اعتقد آخرون بعدم اتباع احكام السنة للاختلاف في تدوينها والشك في صحة مراجعها .
كما اختلف رواة الاحاديث النبوية الى حدّ التناقض وعرف الناس احاديث مؤلفة من مذهب او فرقة ضد مذهب او فرقة اخرى معادية لها، الى جانب احاديث اخرى مناقضة لها، كما حدث في احاديث الذم والمدح لبني امية والشيعة والخوارج. يضاف الى ذلك تعدد المذاهب والفرق كما تعددت النصوص .
اذا، اراد المقري ان يحفز الدارسين على العودة الى قراءة التراث الاسلامي بتعدده "ومن ثم الخروج من الذهنية المنغلقة على قشور ثقافة الماضي الاحادية الى ذهنية ابتكارية تعددية لا تقبل اي حدود فكرية.
اما لماذا البحث في مسألة الخمر؟ فلأن الخمر كمشروب يوصل الى السكر وقد يغيّب السكران عن ازماته الاجتماعية والنفسية، لكن الخمر كمسألة ثقافية "ظل يمثل في جانب من موقعه في الثقافة فعلا تصادمياً حديثاً ضدّثقافة الخنوع والاتكالية وذهنية الاتباع والتحريم".


الخمر والنبيذ

الخمر هو ما أسكر من عصير العنب لأنها خامرت العقل، وقال ابو حنيفة انها قد تكون من الحبوب، وبعض العرب يسمي العنب خمراً، لانها منه. وقال ابن الاعرابي: سميت خمرا لانها تركت فاختمرت واختمارها تغير ريحها. وللخمر الوان واسماء عديدة نجدها في القواميس والقصائد وكتبالأدب والتراث. وللاختصار نقول ان شاربها يعبر في ثلاث مراحل هي: نشوان، ثمل، سكران.
اما النبيذ فأصله "طرح ما لا يعتد به" وفق "تاج العروس" وهو "ما نبذ من عصير ونحوه... وسمي نبيذا لان من يتخذه يأخذ تمرا او زبيباً فينبذه في وعاء او سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً... وهو ما يعمل من الاشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك". وفق "لسان العرب.
ثم يعرض دور الخمر في العصور القديمة منذ نوح وقصته مع ابليس، وقصة لوط مع ابنتيه، فضلا عن اسسها في الميتولوجيا الاغريقية والرومانية وعند الانباط وفي بلاد ما بين النهرين حتى بروز المسيحية، وكانت اولى عجائب المسيح تحويله الماء نبيذاً في عرس قانا الجليل.
وهكذا كانت الخمر شراب اهل شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام، تفننوا في صنعها وشربها والتغني بها، وعصروها في اليمن والحجاز وتهامة والطائف ويثرب ومكة ووادي القرى وغيرها من العنب والتمر والشعير والذرة والعسل..
وفيما اشتهر من لم يشربها، فضلا عن الاحناف، عثمان بن عفان بن هشام وورقة بن نوفل وامية بن ابي الصلت وغيرهم اشتهر ايضا من شربها حتى الموت كعمرو بن كلثوم التغلبي احد شعراء المعلقات والبرج بن مسهر الطائي وزهير بن جناب بن هبل الكلبي وابي براء عامر بن مالك بن جعفر، وعبد يغوث الحارثي اليماني.


الخمر في القرآن والاسلام

لم يحدد النبي محمد في بداية نشر الاسلام موقفه من شرب الخمر "ففي الطور المكي الذي دام ثلاث عشرة سنة كان المسلمون يشربون كالمشركين واستمروا على ذلك بعد الهجرة سنوات تمتد بين الثلاث والثماني تبعاً لاختلاف الروايات.
وظل المسلمون المعتادون على شرب الخمر قبل الاسلام يشربونها ويتاجرون بها بعده ويصطحبونها في غزواتهم ومعاركم، كما تورد كتب السير والمصادر، كما ان القرآن مدح في البداية مصادر الخمر "ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً ان في ذلك لآية لقوم يعقلون" (النحل الآية 67) كذلك أغرى القرآن المؤمنين بشراب خاص في الجنة. وبعدما سأل المسلمون النبي في المدينة المنورة عن الخمر جاءت الآية "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس.. واثمهما اكبر من نفعهما" (البقرة، الآية 219) فكانت هذه الآية، بياناً لنفع الخمر وضررها ولم تتضمّن اي حكم آخر. لهذا ترك الخمر قوم وشربها قوم. ثم حدث ان شرب جماعة من الصحابة عند عبد الرحمن بن عوف حتى ادركتهم الصلاة فأمهم احد الصحابة فقرأ "قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون" فحذف "لا"، فنهاهم القرآن عن الصلاة في حال السكر "يا ايها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون" (النساء – الآية 43) وتعامل المسلمون مع هذه الآية كسابقاتها فترك الخمر بعضهم وشربها البعض الآخر في غير اوقات الصلاة. وكادت احداث بعد هذه الآية ناجمة عن السكر ان تؤدي الى متاعب سياسية كما ناح احد المسلمين على قتلى بدر، والعراك بين الأوس والخزرج الذي كاد يثير فتنة، وخلاف سعد بن ابي وقاص والانصار، هذه الوقائع وغيرها ادت الى قلق النبي ودفعت قادة المسلمين الى التفكير في ايجاد حلّ. فجاءت الآيتان اللتان تدعوان الى اجتناب شرب الخمر "يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون" (المائدة – الآيتان 90 و91.
ورأى بعض الفقهاء ان ما جاء في الآيتين دليل على تحريم الاسلام للخمر، غير ان مفهوم التحريم، كما يقول الباحث هادي العلوي، "لا يبدو مكتملاً بحسب نص الآيتين ويمكن ان يفهم قوله "فاجتنبوه لعلكم تفلحون" على انه تحبيذ للامتناع عن شرب الخمر روعيت فيه الاعتبارات الشخصية للفرد. والمحرمات في القرآن ان تكون جازمة اذا اقترنت باحدى حالين: ان ينطق بلفظ التحريم صراحة كما في تحريم الدم والخنزير والميتة وزواج المحارم او ان يتضمن الفعل المحرّم عقوبة على مرتكبه، كما في عقوبة الزاني والسارق والقاتل، ولا يخلو ذلك من دلالة، لا سيمافي ضوء السياق المتدرج الذي انتهى الى الأمر باجتناب الشرب مما يدل في ذاته الى التردد في التحريم.
وهناك آراء تختلف تماماً مع ما يقوله العلوي بل ان اصحابها يرفضون فكرة التردد هذه ويأتون بتأويلات وتفسيرات يرون فيها امر الاجتناب اشد من التحريم، فيما تضيف المصادر مؤكدة ان النبي لم يحدّ شارب الخمر، وقد شربها الجم الغفير في زمانه بعد نزول الآية التي تدعو الىالاجتناب.
والأهم مجيء آية تقول "ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناج فيما طعموا اذا ما اتقوا وآمنوا" (المائدة – 93) ثم آية ثانية، تقول "قل لا اجد في ما اوحي اليّ محرماً على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دماً مسفوحاً او لحم خنزير" (الأنعام – 145) وهي من أواخر الآيات التي جاءت في القرآن، مما يفيد بأن تسامحاً قد حصل بالنسبة الى الموقف من الخمر بعد الآية التي دعت الى اجتنابه او ان ظروفاً اجتماعية وسياسية خاصة بحياة المسلمين وعلاقتهم بغيرهم من اليهود والمسيحيين ادّت الى عدم التشديد في الدعوة الى اجتناب الخمر بل وعدم ادراجه بين الاطعمة المحرمة التي وردت في هذه الآية.
ورغم ان معظم الفقهاء والمفسرين لم يهتموا او يأخذوا بنصوص الآيتين الاخيرتين، الا انهم كانوا طرفاً في الاختلاف في تفسير الآية التي تدعو الى اجتناب شرب الخمر أو آية التحريم. يقول ابن قتيبة الدينوري في هذا الشأن "ان شيئاً وقع فيه الاختلاف في ذلك العصر بين اولئك الأئمة لحري ان يشكل على من بعدهم وتختلف فيه آراؤهم ويكثر فيه تنازعهم.
وروي عن النبي قوله "كل مسكر حرام" فشرحه الصحابي ابن عباس بالقول "ان شرب احدكم تسعة اقداح فلم يسكر فهو حلال وان شرب العاشر فسكر فهو حرام.
ورغم الاختلاف على وصف الخمر في النص القرآني فان الغالبية حددتها "على اشتراط مقومين هما: الغليان او الفوران والاشتداد والمقصود بالأخير قوى المشروب التي تجعله شديد الاسكار" او "هو ما غلي من عصير العنب من غير ان تمسه النار.
وقد كرّس بعض الفقهاء جهوده لمحاربة شرب الخمر لاسباب شخصية او اجتماعية او سياسية، لكن هناك من بقي يشرب الخمر، منهم الولاة ايام عمر بن الخطاب قدامة بن مظهون والي البحرين والنعمان علي بن نضلة والي ميسان. والوليد بن عقبة (اخو عثمان بن عفان لأمه) وكان والياً فيعهد اخيه على الكوفة، فصلى بالناس وهو سكران، فزاد في الصلاة، ثم قال لهم ان شئتم زدتكم.
وشرب الخمر محمد بن ابي بكر الصديق ومحمد بن ابي حذيفة وابناء عمر بن الخطاب الثلاثة: عبدالله وعصام وعبد الرحمن الذي حدّه ابوه في الشراب حتى مات. وقد ازدهرت صناعة الخمر والنبيذ وتطورت تجارتها على ما كانت عليه قبل الاسلام. واستقطر الكيميائيون في العصور الاسلامية مادة كالخمر سميت "الغول" (قد تكون تحولت في الاجنبية كحول alcohol) ومذهب ابي حنيفة في هذه المسألة "امثل من مذاهب سائر الفقهاء من شتى الفرق والمدارس، فالخمر حرام لكن شاربها لا يعاقب الا اذا سكر. والسكر درجة لاحقة لدرجة النشوة التي تجلب السرور والانبساط للشارب دون ان تذهب بعقله. وهذه الدرجة هي التي سماها العرب (ليلى) قبل ان يسموا بها بناتهم.
والمسؤولية تقع على الشارب الذي عليه ان يحسب حساب الآخرة فاذا تجاوز الشرب الى ذهاب العقل فهو يدخل في العلاقة مع الغير وعندئذ يتدخل القانون لكبح العواقب التي تترتب على الافراط في السكر، كما هي الحال في كل الدول التي تحرص على حرية المرء وعلى حقوق الآخرين في آن فتضبط السكارى وليس الشاربين.
واذا كان القرآن لم يتضمن عقوبة على شرب الخمر، فان مصادر الحديث والسيرة لم تورد "وقائع موثقة يستفاد منها تشريع عقوبة لشارب الخمر في زمان النبي" فالرسول لم يحدّ شاربي الخمر وقد شربها الكثيرون في زمانه بعد نزول آية التحريم. وهكذا قال ابن عباس ان النبي "لم يؤقت في الخمر حداً" وقال علي بن ابي طالب في هذا الشأن ان الرسول "لم يسنن فيه شيئا، انما هو شيء قلناه نحن" ويؤكد ابن حزم امام مذهب الظاهرية عدم اقامة النبي الحدّ في شرب الخمر، معتبراً ذلك مخالفة للقرآن والسنة ولو كان بالاجماع.


النبيذ في الاسلام

مسألة شرب النبيذ لم تشهد جدلاً واسعاً عند الفقهاء كمسألة الخمر، ويرجع ذلك الى نصوص تشير الى شرب النبي محمد النبيذ، كذلك اصحابه والخلفاء واوساط الفقهاء
وروي في السنن ان النبي "كان ينبذ له في سقاء فاذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور من حجارة، وهو اناء صغير يشرب فيه ويتوضأ منه"، وفي حديث آخر ان النبي استسقى فقال رجل من القوم: الا نسقيك نبيذاً؟ قال: بلى
وروي قول عائشة عن المادة التي تصنع منها النبيذ: كنت آخذ قبضة من تمر وقبضة من زبيب فألقيه في اناء فأمرسه ثم اسقيه النبي" وفي هذا القول "حجة لمن رأى الانتباذ بالخليطين" ومخالفة للرواية التي تقول ان النبي "نهى ان ينتبذ الزبيب والتمر جميعاً
وروى عبدالله بن مسعود ان النبي شرب في آخر حجة له الى مكة من سقاية العباس فوجده شديداً فقطب بين عينيه، ودعا بدلو من ماء زمزم فصبّ عليه، وقال: اذا كان هكذا، فأكسروه بالماء
وقد نسخ النبي "بشربه الصُّلب في حجة الوداع، ما كان قبله. والدليل على ذلك انه كان نهى وفد عبد القيس عن شرب المسكر، ثم وفدوا عليه بعد ذلك، فرآهم مصفرة الوانهم سيئة حالهم، فسألهم عن قصتهم فأعلموه، انهم كان لهم شراب فيه قوام ابدانهم فمنعهم منه. فأذن لهم في شربه
ونقل عن ابي هريرة ان عمر بن الخطاب شرب في جفنة لناس من اهل الطائف، فلما ذاقه قطب وقال: اذا اشتد منه فاكسروه بالماء، ثم قال: ان نبيذ الطائف له عرام (شدة وقسوة) ثم شربه، وعن عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر بن الخطاب حين طعن فجاءه الطبيب فقال: اي الشراب احب اليك؟قال: النبيذ، فأتى بالنبيذ، فشربه، فخرج من احدى طعنتيه
وفي المغني لابن قدامة وهو حنبلي ان احمد بن حنبل سئل عن شرب الطلاء وهو ما طبخ من العصير فتبخر ثلثاه او اقل فقال: لابأس به فردوا عليه: انه مسكر، فقال: لا يسكر ولو كان يسكر ما أحله عمر بن الخطاب
وتبعاً لاباحة النبيذ ينفرد ابو حنيفة برأيه الذي يجيز فيه للمسلمين ان يتاجروا بالنبيذ فهو عنده "من الاموال المضمونة لهم حيث يحق لهم طلب التعويض ممن يتلفه (اذا كان من القائلين بحرمته ويعني هذا انه اذا تعرض مسلم قائل بالتحريم لمسلم قائل بالاباحة ولديه نبيذ يبيعه فأتلفه الاول جاز للثاني ان يقاضيه ويطالبه بالتعويض) وهذا الحكم يشمل غير المسلمين في الخمور والأنبذة معا، لانهم غير مطالبين بالامتناع عن الخمر لذلك يعتبر من اموالهم المضمونة
وقد خالفه في هذا الرأي بقية الفقهاء الذين يرون انه "يجوز لغير المسلمين فقط المتاجرة بالخمر والنبيذ بشرط عدم المجاهرة بهما,.
وكان ابو حنيفة يرى ان شرب النبيذ من السنّة لذا يبيح شرب الانبذة دون تقييد للمقادير ويجوز عنده التوضؤ بها عند عدم الماء، لان النبيذ طاهر.


التداوي بالخمر والنبيذ

ورد في "موسوعة الفقه الاسلامي" ان "الاضطرار الى الخمر، اما ان يكون للتداوي بها واما للعطش الشديد عند فقد الماء واما لازالة الغصة. وعند مذهب الحنفية يجوز للعليل شرب الخمر للتداوي كما رخص للعطشان شربها.
ويتفق فقهاء المذهبين المالكية والشافعية في توفيقهم بين تحريم الخمر للتداوي والجوع والعطش وبين جواز استعمالها للضرورة كاساغة الغصة "لان اساغة الغصة بالخمر واجبة اذا خاف على نفسه الهلاك ولم يجد غيرها.
اما في مذهب الحنابلة فلا يجوز عندهم "شرب المسكر لعطش ولا للذة ولا لتداو" ونص ابن حزم على اباحة الخمر للعلاج وللعطش وفي الاكراه. وقد استدل على نفي الحدّ عمن شربها للعلاج ونحوه بقوله تعالى "وقد فصّل لكم ما حرّم عليكم الاّ ما اضطررتم اليه". ويكفي ان نرى الخلاف بين المذاهب كي نطرح علامة استفهام حول التطرف في المنع والحد والاقتصاص، فما جدواه؟ وهذا يجعل مسوغاً البحث في التعليل العقلي ضرورة اعتماد التسامح والتساهل بدلاً من التشدد والتطرف.
وقد استخدم المسلمون الخمر دواء فاشتملت دساتير الادوية الاسلامية على وصفات مأخوذة من الخمر، وتحدث اطباؤهم عن منافع الشرب المعتدل واضرار الافراط ولم يفرقوا بين الخمر والنبيذ، واعتمدوا لذلك كلمة "الشراب" وتشابهت آراؤهم في فوائده، ولمن يريد الاستزادة في منافع الخمر للجسم فليراجع الطبيب والفيلسوف الرازي.
وعرض المقري لفوائد الخمر وتأثيره في الأكل والجماع، وروى خبريات عن ذلك، واستكملها بروايات عديدة واخبار طريفة عن الخمر والمجون في العصرين الاموي والعباسي وقد شملا معظم الخلفاء

•*الخمر والنبيذ في الإسلام، علي المقري، 140 صفحة، رياض الريس للكتب والنشر.
عن (النهار) بيروت

لقاء "الشقائق" التضامني يطلق خطوات اول لقاء وطني موسع ضد التعديات على الصحافة في اليمن

أصدر منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان في صنعاء البلاغ الصحافي التالي:
"نظم منتدى الشقائق العربي لحقوق الانسان لقاء تضامنيا في وجه الانتهاكات المتزايدة لحرية الرأي والتعبير والحريات العامة واستضاف خلاله الصحفي عبدالكريم الخيواني الذي يحاكم امام المحكمة الجزائية المتخصصة وصحيفة الشارع وصحيفة الصباح علاوة على وكيل اول نقابة الصحفيين سعيد ثابت وعضو مجلس النقابة حمدي البكاري وعبدالباري طاهر النقيب الاسبق واحمد سيف حاشد رئيس منظمة التغيير للحقوق والحريات الديمقراطية عضو لجنة الحقوق والحريات في مجلس النواب وعددا كبيرا من الصحفيين والصحفيات والنشطاء. وقد دار نقاش موسع في اللقاء حيث تحدث في اللقاء مناضلو الصحف التي تتعرض للمضايقات والمحاكمات وعلى رأسهم الخيواني حيث تم التاكيد على اهمية التضامن في وجة العسف والانتهاكات التي يتعرضون لها، وان التوقيت كان مهماً مع ارتفاع معدل الانتهاكات وشعور الجميع بالتخاذل لتركهم وحيدين في مواجهة الاجراءات التي تتخذ تجاههم. تضمن النقاش حديثاً في البداية من قبل محمد الرباعي رئيس اتحاد القوى الشعبية الذي اكد على ضرورة ان يكون القضاء طبيعياً ومستقلاً ولايتم صنعه وفق رغبات مستقله عن الدستور ومخالفه له واكد على ضرورة عدم الخضوع لهكذا شكل من المزاج، واكد الرباعي ان سيقوم بنقل موضوع اللقاء التضامني إلى اجتماع اللقاء المشترك اليوم وادراج الموضوع ضمن اجندته.

تناول اللقاء بشكل نقدي اداء نقابة الصحفيين واكد على اهمية تفعيل دورها خصوصاً في قضية الخيواني الذي يبدو مرشحاً بقوة لتلقي حكم قاسي، وتم الاشاره ان المسألة لم تعد تتعلق بصحيفة او اثنيتن او صحفي معين بل المسألة هي توجة عام لضرب مهنة الصحافة التي تتلمس الحرية مؤكدين على كون ايام صعبة ستأتي على الصحفيين وان الجميع معنيون اكثر من اي وقت مضى. كما تم التأكيد ان التحريض السياسي على الصحافة والصحفيين من السلطة في المعسكرات وامام الجهات الامنية يعرض الصحفيين للخطر الشديد ويجعل حياتهم مهددة فعلياً.

سعيد ثابت وكيل اول نقابة الصحفيين اكد انه متواجد هو وحمدي البكاري، عضو مجلس نقابة الصحفيين، بصفتهم النقابية وليس الشخصية، مؤكداً ان النقابة لن تستقيل عن دورها في قضية الخيواني ابداً، مؤكداً على انها ثار شخصي موجه ضد الخيواني. وفي تعليقه على الانتقادات الموجهة للنقابة اكد ان النقابة ليست استثناء عن الوسط العام رغم ان هناك مشكلة في النقابة مثل الدعوة لاجتماعات لاتنعقد لعدم توفر النصاب، مؤكداً ايضاً على انه يجب تصعيد قضية الخيواني وان النقابة تفكر بان تقيم فعالية الاسبوع القادم من اجله، معتبراً ان اي تحريض على الصحفيين من قبل السلطة هو استهداف خطير لهم.

كما اكد الاستاذ عبدالباري طاهر على ضرورة شمولية التضامن كل الصحف والصحفيين وان يشمل التضامن صحيفة الايام وهو ماتم تاكيده من قبل منتدى الشقائق والمتضامنين.

وخلص المشاركون إلى ضرورة ايجاد الية فعالة لايقاف الانتهاكات واعلان اشكال تضامنية حقيقية مشيرين إلى استغرابهم بان يتم توقيع وتفعيل اتفاقية الدوحة وتستمر محاكمة الخيواني حول ذات الموضوع، مؤكدين ان علاقة الخيواني بموضوع الحوثيين هي ذاتها علاقة كافة الصحفيين بالامر، وانه شخص يقوم بمهنته ويحاكم على هذا الاساس.

وخلص اللقاء التضامني إلى تشكيل لجنة مكونة من (عبدالباري طاهر، ماجد المذحجي، عبدالرشيد الفقية، وممثل من نقابة الصحفيين) لتنظيم اول مؤتمر موسع خلال عشرة ايام ينقاش الانتهاكات ضد الصحافة ويطالب بوقف المحاكمة للخيواني ومحاكمة صحيفة الشارع، وايقاف صحيفة الصباح، علاوة على الدعوة إلى تحقيق شفاف في الاعتداء الذي حصل على صحيفة الايام. كما صدرت عن الاجتماع دعوة عاجلة إلى المنظمات الدولية والاتحاد الاوروبي والمقرر الخاص بحرية الرأي والتعبير في الامم المتحدة للوقوف بحزم ضد الانتهاكات القائمة ضد الصحافة والصحفيين اليمنيين"



نساء المنكر" و"اختلاس" أعمال سعودية ممنوعة بمعرض الرياض


دبي- العربية.نت، الجزائر- رمضان بلعمري

ذكرت صحيفة "الحياة" بطبعتها السعودية إن معرض الرياض للكتاب المستمر حاليا منع بعض الكتب لكتاب سعوديين مثل رواية "اختلاس" لهاني نقشبندي وبعض روايات تركي الحمد، كما غابت كتب مكتبة مدبولي المصرية.

فيما أوردت صحيفة "الوطن" الكويتية خبر سحب السلطات الرقابية السعودية كتاب (نساء المنكر) الصادر عن دار الساقي للكاتبة السعودية سمر المقرن من رفوف الدار في معرض الرياض.




وشهدت منصة التوقيع والإهداء في المعرض مساء الجمعة الماضي تحذيراً من اثنين من الرقابة للكاتب نبيل المعجل أثناء توقيعه كتابه "بيل ونبيل" بضرورة وجوب التعامل بحذر مع الزائرات اللاتي يرغبن في توقيع كتابه، بحسب "الحياة".

ووقع المعجل ما يقارب 300 نسخة وصل العدد الى 500 نسخة مع نهاية اليوم الثالث من كتابه "بيل ونبيل". وكان الكتاب احتل المرتبة الأولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لموقع النيل والفرات، على رغم الفترة القصيرة التي مرت على صدوره، إذ صدر في أوائل ديسمب كانون الأول 2007 عن الدار العربية للعلوم - ناشرون، وشارك في معرض الكتاب الدولي في بيروت.



"السلفيون والشيعة"

وكانت أهم الكتب الجديدة في معرض الرياض لهذا العام كتب دار بيسان عن التصوف الإسلامي لصهيب الرومي، وأخبرني أكاذيب لديفيد ميلر. أما دار الانتشار البيروتية فشاركت بمجموعة من الروايات السعودية الجديدة، التي تعرض لأول مرة مثل رواية الأوصياء لفهد المصبح، وسوق الحميدية للدكتور سلطان القحطاني، ورواية محمد المزيني أكليل الخلاص، وكذلك رواية الأعزل لحمزة الحسن.

وبحسب "الرأي" الأردنية تم عرض كتاب "السلفيون والشيعة" للشيخ حسن الصفار، وكتاب حياة محمد لعبدالله القصيمي ونهاية التاريخ الشفوي لمحمد العباس. ومجموعة جار الله العميم القصصية. وشاركت دار الجمل بمجموعة من الكتب الجديدة، منها: البصرة وحلم الجمهورية الخليجية لزيدر فيشر، والعقل بين التاريخ والوحي لمحمد المرزوقي، ووضع اليهود في القرن الأوسط لمارك كوهيك.

وقدمت مجموعة من الروايات الجديدة مثل اللوح الأزرق وابنة النيل لجبيلرت، و احتمال جزيرة لميشل ويلبك، و أسرار للروائي الصومالي نور الدين فرح، ورواية بوذا لحنيف قرشي، و هكذا تكلم زرادشت لنيتشه، وهي الترجمة الأولى بالعربية، والحلقة النقدية لديفيد كوانر هنري، والضلع لحميد القعاني، ورواية العطر لباتريك.
عن(العربية نت)

د. أميرة الزهراني في كتابها (الذات في مواجهة العالم): الشباب اليمني الذي درس في الخارج وعاد يجد في استقباله في المطار الجنبية والقات والثارات القبيلة

الرياض - هيام المفلح


جمعت الدكتورة أميرة الزهراني أطروحتها للدكتوراه بين دفتي كتاب بعنوان (الذات في مواجهة العالم) وأصدرتها عن المركز العربي الثقافي 2007، بعد أن اشرف عليها كأطروحة الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية. ناقش الكتاب ضمن أربعة فصول تجليات فكرة الاستلاب في القصة القصيرة في الجزيرة العربية من واقع سيكوسيسيولوجي (نفسي/ اجتماعي) ومرجعية فلسفية فلسفة العقد الاجتماعي، الهيجلية، الماركسية، الوجودية، (والتحليل النفسي الفرويدي)، وذلك من خلال أربعة عقود أخيرة من القرن الماضي، وجاءت فصول الكتاب بالعناوين التالية: "الاغتراب الذاتي، الاغتراب الاجتماعي، الاغتراب الثقافي، الاغتراب المكاني".

من يقرأ عن تفاصيل كل هذه الأنواع من الاغتراب، بأبعادها الشاسعة، لابد يتساءل: "لماذا هذا الاغتراب في قصص الجزيرة العربية ؟ وهل هو خيار أصحابها أم.. ؟

تقول د. أميرة الزهراني ملخصة النقاط العائمة في بوتقة واحدة:

ما كل هؤلاء أرادوا أن يكونوا كذلك، لا البرجوازي المزيف الذي تعاطى أقنعة كثيرة ليتقن التهريج في سيرك المدينة الكبير، من أجل الحصول على امتيازات وضيعة، هذا الذي غدا يشم رائحة حذائه من فرط التواطؤ. ولا معلم الأربعين المتعفن خمسة عشر عاما بين تلال الكراريس ووجوه التلاميذ الكريهة وانتقادات المدير والحرارة، حيث لذعة اكتشاف أن العمر كله لم يكن سوى سيجارة مطفأة لم تشتعل بعد، وزفرة صدئه تخرج من قلب متعب (أف.. أية حياة أكاد أتقيأ). لا الفاقد المغزى السائل دوماً (ما الذي يفعله الإنسان في مجتمع تصطف فيه الحقيقة مع العاهرات؟) المحاصر بالتفاهة العارف نفسه تماماً (أنا تافه.. أعيش حياة تافهة وسط أناس تافهين) كل شيء تافه، ذاك الذي تفوقه جدته الأميّة المسنة لأنها تعرف لها معنى للحياة (جدتي خير مني، هي على الأقل تؤمن بشيء.. ولكن أنا بماذا أؤمن ؟ الفراغ، الموت، الفشل.. هذا كل ما أعرفه في حياتي) ولا الغائب عن الوعي المتفضل بتقديم النصيحة (أيها الأًصدقاء كونوا مزيفين دائماً لكي تربحوا الحياة، ففي شرقنا المريض لا يربح الحياة إلا المزيفون)، ولا الشاب الخائب الباهت المانح لك فكرة يسيرة عن قصة الحياة (البداية والنهاية شيء واحد تقريباً، وأن الطريق بينهما صف طويل من براميل القمامة، وما عدا ذلك فلإزالة الرائحة فقط).

لا المواطن العربي الخائف المدان بدون دليل تتلقفه هيئات التحقيق والشرطة منذ انزلاقه بفظاعة من بطن أمه، ولا الزوجة التي تفصلها عن زوجها جدران متينة. لا المثقف التنويري الذي أراد التفوق على ذهنية القطيع (واهتماماتهم المحدودة بشراء الفول، والعيش، وفي الظهيرة يذبحون الخراف، ويسمعون الأخبار المثلجة، وفي الليل يبتاعون الملابس الداخلية ويتجشأون) فلم يرضَ أبداً بمخدر الخيارات الوسطى، والرضا بالمقسوم و في مجتمعه ملايين الأفواه الجائعة تتذرع به لنيل خبزها. ولا المثقفة الأنثى التي كان عليها أن تتقن دور الفتاة البلهاء الساذجة أمام الرجل، تحفظ النكت البذيئة، وتثرثر بصراع الخادمات، و تخطىء في نطق الكلمات ليصححها لها، وتسأله عن أشياء تعرف مسبقاً إجابتها، حتى تضمن بذلك (ظهر رجل) فلا يتم إقصاؤها، ويفوتها القطار.

ولا الشباب اليمني الطامح ذاك الذي درس في الخارج وعاد إلى وطنه مكتظاً بحلم التغيير فإذا به يجد في استقباله في المطار الجنبية والقات والثارات القبيلة والرشاوي والوسائط والمحسوبية، (فانهارت في أعماقهم قوة، وشعروا بسلاسل تقيد كل حياتهم) وبدوا مدهوشين بفظاعة الحال ( هل نحن في القرن العشرين؟) (ألهذا تعلمنا وسافرنا وحلمنا بالعالم الجديد وبأننا سنناضل ونبني؟) ( أحياناً وأنا أسير في شوارع تعز أو الحديدة أو صنعاء أتذكر أنني كنت يوماً في شوارع شيكاغو ولا أصدق). ولا الشاب الخليجي الذي درس في بريطانيا فتحول بعد عودته إلى الوطن من مهندس بترول إلى مسطول أبدي. ولا حتى القروي البدوي الوافد إلى المدينة المتلفعة بالأسمنت والغبار، حيث لا شيء سوى ساحة إعدام، وامرأة قابلة للاستباحة، وصناديق مهولة للقمامة، وعتمة باهرة مستقرة في قلب الأشياء رغم ملايين الاضاءات المنصوبة في الشوارع مثل رجل مصلوب. ولا العمّال الوافدون (قافلة العبيد الجدد في العالم) الذين ركبت سواعدهم لأقسى الأعمال، فأصابوا المقاولين بالتخمة، وأُنهكت أجسادهم ليشبع مقاول عصري أو رجل أعمال نظيف، أولئك الذين مضت بهم السنون في غياب عن الأشياء الجميلة، قدموا من بلاد تشتت أبناؤها في الخارج والداخل بأحلامهم الباهظة، إلى مدن ذكورية ممتنعة، لم يعرفوا من قبل أن الواقع هنا أقسى من شروط العقد، وأن هذا العالم مليء بالقمل الآدمي.

لا كل هؤلاء أرادوا أن يكونوا كذلك، لكن خطأهم الأكبر هو أنهم رأوا أكثر من اللازم، وفكروا أعمق من اللازم، بعد أن استيقظوا فجأة على الفوضى، ولم يجدوا سبباً يدفعهم إلى الاعتقاد بأن الفوضى إيجابية بالنسبة إلى الحياة.

عن(الرياض)

الاثنين، 10 مارس 2008

بهاء طاهر يفوز بجائزة البوكر العربية:مكافأة للرواية الحديثة التي تصوّر الوجع الإنساني من زاوية جمالية شفّافة


علي المقري
أعلن رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية الروائي العراقي صموئيل شمعون، عن فوز الروائي المصري بهاء طاهر بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر العربية) في دورتها الاولى، وذلك عن روايته “واحة الغروب”
وأعلن مساء أمس الاثنين عن فوزه بالجائزة التي تشرف عليها مؤسسة الإمارات بالتعاون مع مؤسسة جائزة بوكر البريطانية .
فاز بهاء طاهر عن روايته (واحة الغروب) بعد اختيارها من بين 131 رواية من 18 دولة تقدمت للمنافسة. رشح منها ست روايات لخوض المنافسة الأخيرة وهي: ''مديح الكراهية''، لخالد خليفة من سوريا، و''مطر حزيران'' لجبور الدويهي من لبنان، و''واحة الغروب'' لبهاء طاهر من مصر، و''تغريدة البجعة'' لمكاوي سعيد من مصر، و''أرض اليمبوس'' لإلياس فركوح من الأردن، و''أنتعل الغبار وأمشي'' لمي منسي من لبنان.
حصل كل واحد من الروائيين الستة على عشرة آلاف دولار أميركي، فيما حصل بهاء طاهر الفائز الرئيس بالجائزة، والذي اختير من بين الستة على مبلغ إضافي هو خمسين ألف دولار، إلى جانب أن الرواية الفائزة ستترجم إلى الانجليزية والفرنسية والأسبانية والألمانية والايطالية.
في حفل إعلان الجائزة في أبو ظبي أكدت الشاعرة اللبنانية جمانه حداد المديرة الإدارية للجائزة على حيادية الجائزة والطبيعة الشفافة التي ألتزمتها اللجنة المشرفة خلال مختلف مراحل الجائزة .
فيما أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة بوكر العالمية البريطاني جونثان تايلور أهمية الجائزة والحاجة الملحة إليها معتبراً أنها أفضل تعبير للاعتراف بكتاب الرواية المعاصرة في العالم العربي .
لجنة تحكيم الجائزة كانت قد قالت أن بهاء طاهر قد أعطى في روايته ''واحة الغروب''عملا روائيا نوعيا، بالمعني الجمالي والقيمي في آن، فاعتمادا على مجاز الرحلة، التي ترصد الأزمة الروحية لإنسان مهزوم، طرح جملة من القضايا الإنسانية الواسعة''.
تعد ''واحة الغروب'' العمل الأدبي السابع لبهاء طاهر، بعد قصص ''الخطوبة''، و''بالأمس حلمت بك''، وروايات ''أنا الملك جئت''، ''قالت ضحى''، ''خالتي صفية والدير''، ''الحب في المنفى''، و''نقطة النور''، إلى عشر مسرحيات قصيرة، وترجمة لرواية ''ساحر الصحراء'' لباولو كويلو.
حصل بهاء على ليسانس التاريخ من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1956، ثم حصل على دبلومي دراسات عليا من نفس الجامعة في التاريخ الحديث والإعلام. عمل مخرجا للدراما ومذيعا في البرنامج الثاني (الثقافي) حتى عام 1975. نشر أول مجموعة قصصية تحت عنوان الخطوبة عام 1972. سافر إلى جنيف ليعمل في الأمم المتحدة منذ عام 1981 وحتى مايو 1995.
ترأس لجنة التحكيم لهذه السنة الروائي والصحفي العراقي صموئيل شمعون، مؤسس مجلة ''بانيبال'' الفصلية التي تعنى بترجمة الأدب العربي إلى الانجليزية، ومؤسس موقع كيكا الإلكتروني الثقافي، وضمت اللجنة الكاتب والناقد المغربي محمد برادة، والشاعر والناقد المغربي محمد بنيس، والكاتب والناقد الفلسطيني فيصل دراج، والكاتب والمستعرب البريطاني بول ستاركي، والكاتبة والصحفية السورية غالية ।فوز بهاء طاهر في جائزة البوكر العربية، في دورتها الأولى، يمثل مكافأة مهمة للرواية العربية الحديثة التي تصوّر الوجع الإنساني من زاوية جمالية شفّافة، تنحو باتجاه ابتكار أدوات سردية تلائم بين ما هو محقق في اللغة المعاشة وبين ما هو طوق لفضاءات وتقنيات أخرى

لا لتكميم الأفواه وتقييد الأصابع عن الحركة.. لا لسجن المدون المصري كريم عامر سليمان

منذ22فبراير من العام الماضي يقضي المدون المصري كريم عامر سليمان حكما بالسجن لمدة أربع سنوات بسبب قضية رأي.
هنا، أدعو جميع المدونين ومحبي الحريات للتضامن معه بكل أشكال الاحتجاج والرفض ضد بقائه في السجن سواء بالبيانات أو الرسائل إلى الجهات المصرية المختصة أو كتابة رأي في الصحف وفي مواقع الأنترنت والمدونات.
لنقل :لا لتكميم الأفواه وتقييد الأصابع عن الحركة.
ليناقش كل من له رأي مختلف آراء كريم ..ليرتفع صوت النقاش عاليا ، ولكن ..لا يدفع به إلى وراء القضبان.. ليس هناك من حدود للرأي ..وليس هناك من ممنوع عن التناول ، أو مقدس ..كل شيء يمكن مناقشته والحوار عنه.
لترتفع الآراء ضد الكهنوت المقيت في العالم العربي ..من يظنون أنهم يمتلكون الحقيقة وحدها.
إنه لشرف للأزهر وللرئيس مبارك أن ينتقدهما كريم ويبقى حرا طليقا يتمشى في شوارع الأسكندرية ..أما الخزي فهو أن يحاكم ويرمى به وراء القضبان لمجرد أنه عبر عن رأيه ..
لقد انتهى عصر مصادرة الرأي وهناك الآلاف من سيكون رأيهم مع المدون كريم سليمان.


وكانت محكمة في الاسكندرية قد قضت على المدون المصري الطالب الأزهري عبدالكريم نبيل سليمان بالسجن أربع سنوات من بينها «ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ لما نُسِبَ إليه من اتهام بالكتابة على شبكة الانترنت في مدونته» عن بغض طائفة المسلمين وازدرائها، وسنة سجنا لما نسب إليه من الاتهام بإهانة رئيس الجمهورية على شبكة الانترنت.
وقد أعتبرت المنظمات الحقوقية، الحُكْمَ اعتداءً على حرية الرأي. كما انتقدته منظمة العفو الدولية التي طالبت بالإفراج عنه
في الوقت الذي لم يحضر المحاكمة أيٌّ من أفراد عائلته الذين تبرأوا منه قبل عدة أسابيع من المحاكمة। وقالت محاميته، التي تعرضت للهجوم إن القضية بدأت عندما ألقي القبض على كريم يوم 6 نوفمبر 2006بناء على طلب النيابة العامة، وتم احتجازه منذ هذا الحين وحتى الآن.
وقد عقدت الجلسة الأولى يوم 18 يناير (كانون الثاني) 2007تلتها الجلسة الثانية يوم 25، وكانت الجلسة الثالثة والأخيرة في الأول من شهر فبراير (شباط) 2007. و قالت المحامية لجريدة (الشرق الأوسط): « أن عائلته سلفية ومتشددة وقد عاش حياة مغلقة، فهو لا يعرف حتى زوجات أخوته، كما قامت أسرته بمنع أخواته البنات من التعليم وإلباسهن النقاب، وأجبروه على التعليم الأزهري الذي يرفضه، وأعتقد أن ذلك كان له عظيم الأثر على نفسيته». وكان المدون قد هاجم على الانترنت جامعة الأزهر ووصفها باسم «جامعة الإرهاب»، وقال في أحد مقالاته «أنا علماني، أرى ضرورة الفصل التام بين الدين من جهة، والحياة من جهة أخرى»، وتعليقا على الحكم قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان فى بيان لها، وزعته عقب صدور الحكم، «إن الحكم يمثل اعتداء على حقوق الإنسان وحرية التعبير ويخالف المادتين رقمي 18 و19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية».

الأحد، 9 مارس 2008

الكحول قد "يفيد" القلب

قال باحثون من جامعة ساوث كارولينا الأمريكية إن الرجال الذين لا يتناولن الكحول قد يستطيعون بسرعة تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب من خلال شرب جرعات من المشروبات الكحولية يوميا.
كما اكتشف الباحثون أن الذين يشربون المشروبات الكحولية بشكل معتدل هم أقل بنسبة 38 في المائة من هؤلاء الذين لا يشربون فيما يتعلق بمخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وجاءت هذه النتائج من خلال دراسة استمرت لأربعة سنوات وشملت عينة مكونة من سبعة آلاف وخمسمائة شخص.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشروها في دورية أمريكان ميديكال جورنال إن الذين يشربون فقط النبيذ هم الأقل تعرضا للإصابة بأمراض القلب، مقارنة بمن يشربون كميات كبيرة من الكحول أو الذين يشربون أنواعا أخرى من المشروبات الكحوليات.
لكن المتخصصين في أمراض القلب وشرايينه حذروا من أن الكحول لا يعتبر وصفة طبية من أجل صحة القلب.
كما وجدت الدراسة تحسنا في نسبة الكوليسترول لدى الذين بدأوا في شرب الكحوليات.
وبالرغم من وجود عدة دراسات سابقة تربط بين شرب المشروبات الكحولية وتقليل فرض الإصابة بأمراض القلب، إلا أن منظمة القلب الأمريكية تحذر الذين لا يتعاطون الكحوليات عادة من البدء في تعاطيها.
ويقول دانا كينج، وهو كبير الباحثين الذين أشرفوا على الدراسة، إنه أصيب بالدهشة من المفعول السريع والكبير لشرب الكحوليات على صحة القلب.
وبالرغم من تأكيد كينج على الحذر في اختيار الناس الذين يصلحون لشرب كميات مقننة من الكحول من أجل تحسين صحة قلوبهم، إلا أنه قال أن الفوائد الخاصة بهذا الموضوع يمكن قياسها بحذر أمام أضرار شرب الكحول، كما أنه لا ينصح بذلك لمن يملكون مشاكل في الكبد أو لديهم مرض السرطان.
وقال إنه عندما ينصحون شخصا بشرب الكحوليات سبع مرات خلال الأسبوع فإنهم يعنون كأسا واحدة في اليوم لا سبعة كؤوس خلال ليلة السبت.
من جانبها قالت جودي أوسوليفان من معهد القلب البريطاني إن الدراسة قدمت أدلة على أن الاستخدام المعتدل للكحول يعطي بعض الوقاية للقلب من أمراضه.
لكنها أضافت أن الكحول ليس علاجا كما أنه لا يجب التعامل معه كوصفة علاجية، وقالت إن هناك خطا رفيعا بين الاعتدال في الشرب والافراط فيه لأن مخاطر المشروبات الكحولية قد تعادل إيجابياتها

كــــل التـــضــــامـــــن مـــــــع بــــــــول شـــــــــــــــاوول



يمثل غداً أمام قاضي التحقيق في بيروت الشاعر والصحافي بول شاوول بدعوى مرفوعة ضده من رئيس كتلة الإصلاح والتغيير الجنرال ميشال عون، وقد أصدر عدد من المثقفين والمفكرين بياناً يعلنون فيه التضامن مع بول شاوول، هذا نصّه مع الأسماء الموقّعة:مع كامل ثقتنا بالقضاء اللبناني ورحابة صدره، وهو المولج التحكيم النزيه والعادل، والملجأ لحماية الحريات والديموقراطية، لا يسعنا نحن الموقّعين أدناه إلاّ أن نبدي استنكارنا الشديد للدعوى المرفوعة من النائب ميشال عون في حقّ الشاعر والصحافي بول شاوول، ونرى فيها طعناً بحق إبداء الرأي ومحاولة للنيل من حرية الكلمة والتعبير وضرباً للديموقراطية التي قام عليها لبنان وصحافته الحرة، ولا سيما أن المدّعي عوّدنا التعامل السلبي مع الآخر بضيق صدر، فتأتي الدعوى من باب الحق الذي يراد به باطل.إننا إذ نعلن تضامننا الكامل مع بول شاوول رمزاً كبيراً من رموز الثقافة اللبنانية والعربية، كنا نأمل الردّ على الكلمة بالكلمة، والفكر بالفكر، لا المحاولات التي تهدف الى ترهيب حملة الأقلام الحرة، الذين لن تزيدهم مثل هذه الدعاوى إلاّ إصراراً على مواقفهم الملتزمة الديموقراطية والاستقلال والسيادة والعدالة في وجه المناحي العنفية والانقلابية والتدميرية وتعطيل المجتمع المدني ومؤسساته وإدواته.الموقّعون: عبده وازن، محمد فرحات، الياس خوري، هنري فريد صعب، ميشال نوفل، محمد سويد، محمد أبي سمرا، أحمد بزون، اسكندر حبش، ريمون جبارة، علوية صبح، نهاد المشنوق، جمانة حداد، جيزيل خوري، راشد فايد، عصام العبدالله، ريما المسمار، عقاب صقر، اسامة العارف، علي حرب، سليمان رياشي، يوسف بزي، شكيب خوري، برهان علوية، غسان سلهب، عيسى مخلوف، انطوان كرباج، انطوان الدويهي، حمزة عبود، سونيا بيروتي، لقمان سليم، لور غريّب، جبور الدويهي، ابرهيم العريس، كريستين طعمة، زاهي وهبي، يحيى جابر، بول سعادة، انطوان قربان، زياد نجيم، بلال خبيز، انطوان مالك طوق، ناظم السيد، رفعت طربيه، غسان جواد، جوزف عيساوي، شحاده وازن، سحر طه، علي الرز، زينة الرز، سناء الجاك، فضيلة الفاروق، فادي الطفيلي، جهاد الترك، انطوان ملتقى، لطيفة ملتقى، شارل شهوان، رندا اسمر، كوليت مرشليان، رضوان الأمين، محمد الحجيري، خالد غزال، رامي الأمين، هدى الحسيني، زافين قيومجيان، يقظان التقي، فادي ناصر الدين، هند نجم، ربيع الشامي، علي مطر، علي زراقط، غسان علم الدين، أحمد علي الزين، أنطوان سركيس، عقل العويط

عن(النهار)

حملة عالمية لنزع الحجاب تضامنا مع هيفاء وهبي وزوجة الحضري




دبي - فراج اسماعيل
أطلق عدد كبير من المواقع والمدونات على شبكة الانترنت أمس السبت 8-3- 2008 حملة دولية باسم "اليوم العالمي لنزع الحجاب" استعانت فيها بصورة امرأة تخلع نقابها وجزءا كبيرا من ملابسها. وقالت إن هذا هو نموذج الحجاب "الذي تريده ولا ترضى بغيره بديلا" ردا على ملابس عرضتها حركة المقاومة الالكترونية (حماسنا) على المطربة اللبنانية هيفاء وهبي.وكانت "حماسنا" التي أطلقها نشطاء انترنت اسلاميون بدأت حملة "اليوم العالمي للحجاب" في 25 فبراير الماضي واستمرت لمدة أسبوع واستهلتها بدعوة إلى هيفاء وهبي "لارتداء ملابس محتشمة" قالت إنها ستقوم بتوفيرها بدون مقابل، مع صورة لزوجة الرئيس التركي عبدالله جول مرتدية الحجاب ومحتفية بكونها اول إمرأة محجبة تدخل القصر الرئاسي في تركيا منذ سقوط دولة الخلافة العثمانية واعلان العلمانية على يد كمال أتاتورك.كما نصحت زوجة حارس المنتخب المصري لكرة القدم عصام الحضري التي ظهرت لأول مرة اعلاميا حاسرة الرأس أثناء وجودهما في سويسرا للتعاقد مع نادي "سيون" بالعودة إلى حجابها.واعتبرت المواقع والمنتديات التي أطلقت حملة نزع الحجاب هذه النصيحة تدخلا في شؤون خاصة وارهابا فكريا، وطالبت كل امرأة وفتاة بخلع حجابها للرد على من وصفوهم "بالأصوليين والاخوانيين الراغبين في تكميم المرأة وحرمانها من حقوقها الشخصية والاجتماعية والدينية".بدأت الحملة التي اشتركت فيها مواقع ومدونات عربية علمانية وقبطية وتونسية بدعوات للمشاركة عبر المجموعات البريدية وعن موقع "فيس بوك"، وتضمنت رسالة بتوقيع د. الهام المانع تطالب فيه بخلع الحجاب وتبرر ذلك بأن "شعرها ليس رمزاً جنسياً تخجل منه، وجسدها ليس مسرحاً لتهيؤات شهوانية، وأنها كائن سامي بشعرها وجسدها".

الحملة دون سقف زمني
وتم وضع صور لنساء يخلعن الحجاب والاستعانة بصورة قديمة للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة خلال نزعه لحجاب إمرأة. وقال محمد السيد رئيس حركة المقاومة الالكترونية إن نحو 30 موقعا ومدونة الكترونية يشاركون حتى الآن في الحملة المضادة لهم والتي لم تحدد سقفا زمنيا لها.وتقول د. الهام المانع موجهة رسالة عامة للنساء المسلمات إن "الحجاب لم يكن يوما فريضة دينية أو ركنا من أركان الاسلام. ولانه رمز استعباد المرأة، فليكن يوم 8 مارس يوما لنزع الحجاب، لتوعية المخدوعات بشعارات الاسلامويين بخطر مشروعهم في اضطهادها وتحويلها لعورة ونصف انسان، وتضامنا مع اللواتي يجبرن على وضع هذه الخرقة (قطعة قماش) على رؤوسهن".وأضافت أن تاريخ اليوم العالمي لنزع الحجاب "ممتد وليس نهائي ولا يهم كثيرا بقدر أن تصل الفكرة لأكبر عدد ممكن. هي ليست دعوة للاجبار أو التهديد بالقتل أو الاهانة كما يفعل الاخوانجية (الاخوان المسلمون) بل هي دعوة للاقناع والفكر والنور".واستطردت المانع "الحجاب ليس حرية ملبس بل اجبار عقائدي واول خطوة للنقاب وعودة استعباد المرأة. الصمت على أن الحجاب فريضة سادسة وقدس أقداس الاسلام وهذه كذبة كبيرة، تعني السكوت على تغلغل أفكار سلفية".ثم تدعو الحملة مباشرة كل فتاة إلى نزع حجابها قائلة "هذه دعوة لك اختي المسلمة لنزع الحجاب. دعوة صادقة وليست خبيثة، لا تسعى إلى تدنيس طرفك ولا أن تحثك على الانحلال. بل تدعوك إلى اعمال عقلك واستخدامه. فأنت وعقلك وحدهما يكفيان دون حاجة إلى البحث في الكتب والتاريخ والتنقيب في الدفاتر عن آراء المفسرين".وتقول الحملة إن "حجاب المرأة قضية سياسية وفكر اخواني يهدف للوصول للسلطة من خلاله، لكن التبرير له واقناع المرأة أخذ ثلاثة أشكال، أولهما وثانيهما انساني وثالثهما ديني. الأول يقول إن المرأة عند ارتدائها للحجاب تغطي مفاتنها وتحمي الرجل من الغواية، والثاني أنها تؤسس بذلك المجتمع الفاضل، والثالث يقول إن جوهر تلك الدعوة ديني".

الشعر ليس رمزا جنسيا

حملة الكترونية لنزع الحجاب
وتختم حملة اليوم العالمي لنزع الحجاب رسالتها الموقعة باسم د. الهام مانع" بأن التبرير الثالث الذي يقول لكِ و لي إن الدين هو الذي يفرض على المرأة الحجاب هو في الواقع أضعف تلك التبريرات، لأننا لم نسمع هذا القول إلا في نهاية السبعينات، ولم نره واقعاً إلا بعد أن أصبح التفسير الأرثوذكسي للدين الإسلامي هو السائد في العالم العربي والإسلامي".وأضافت "أنا لا أدعوك إلى الكف عن صلاتك. لا أدعوك إلى التوقف عن صيامك. لا أدعوك إلى الكف عن الإيمان بالله عز وجل. بل أدعوك إلى نزع حجابك".واستطردت د. المانع "شعركِ كشعري، ليس رمزاً جنسياً أخجل منه. جسدكِ كجسدي، ليس مسرحاً لتهيؤات شهوانية. جسدكِ كجسدي، كيان أحترمه وأفخر به.أنت كأنا، كائن سام، بشعري، ,بجسدي".وتابعت "أنتِ كأنا، قادرة على أن أكون فاضلة في الخلقِ والتعاملِ، دون حجاب يغطيني. سلوكي هو الحكم، لا قطعة من قماش."وردا على اعلان حركة المقاومة الالكترونية عرضها ملابس محتشمة إلى المطربة هيفاء وهبي في بداية انطلاق اليوم العالمي للحجاب، أعلنت حملة نزع الحجاب عن ملابس قالت إنها لن ترضى غيرها بديلا وهي صورة لإمرأة في طريقها للتعري من معظم ملابسها. وقال أحد المعلقين إنه سيوزع هذه الصورة في قطارات مترو الانفاق بالقاهرة ردا على دعوات التحجب.

الاسلاميون يردون بأدلة شرعية
وأبرزت الحملة صورة لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الذي وجه قبل عدة شهور انتقادات لظهور الحجاب الايراني في الشارع المصري، وعلامة مرورية توحي بمنع دخول المحجبات، ولافتة تقول "ادعم الدانمارك – دفاعا عن العالم الحر" قاصدة الرسوم المسيئة للرسول وعلقت على ذلك بأنهم "أحرار في بلادهم، أحرار في أفكارهم".كما نشرت صورا مع تعليقات تهاجم أصحابها لكل من حسن البنا مؤسس الاخوان ومهدي عاكف المرشد الحالي، والشيوخ متولي الشعراوي ويوسف القرضاوي وعبدالمحسن العبيكان ويوسف البدري وتاج الدين الهلالي مفتي استراليا السابق والداعية عمرو خالد". بالاضافة إلى صورتي المستشار محمد سعيد العشماوي ود.سيد القمني ووصفتهما بأنهما من "رواد التنوير".وقال محمد السيد رئيس حركة "حماسنا" تلقينا عشرات الرسائل التي تسبنا وتوجه لنا انتقادات عنيفة، مؤكدة أنهم لن يتركوا لنا الساحة الالكترونية وسيقومون بمقاومتنا عبر عشرات المواقع والمدونات المتوفرة لهم في العالم".وأضاف "نقوم بالتصدي لحملة نزع الحجاب بالأدلة الشرعية التي تقول إنه فرض وإن الهجوم الحالي ضده يحاول الخلط بينه وبين النقاب أو غطاء الوجه، لكننا نؤكد أننا لا نجبر احدا على ارتداء الحجاب، بل يخضع لحرية المرأة الشخصية في اختيار لباسها ما دامت تدرك الحلال والحرام، وما نفعله هو مجرد النصح فقط".

عن (العربية نت)

الهيئة ومعرض الكتاب ويوم المرأة!


تركي الدخيل
بالأمس كان العالم يحتفل باليوم العالمي للمرأة، ففي كل يوم يصادف الثامن من مارس (آذار) من كل عام، يحتفل العالم بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، بل إن المرأة تُمنح إجازة في هذا اليوم. هل كانت مفارقة أننا كنا نقف باتجاه معاكس من المرأة عشية يوم الاحتفال بإنجازاتها؟!ليل الجمعة كان اليوم مخصصاً للعوائل في معرض الكتاب الدولي في الرياض. كنتُ أوقّع كتابي الجديد "كنتُ في أفغانستان"، وبطبيعة الحال، فجزء من الذين يطلبون التوقيع كنّ من النساء، من مختلف الأعمار.

بعد بداية التوقيع بساعات، مرّ علي ممثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المعرض، وقد أصبحت أعرفه فهذه هي الدورة الثالثة للمعرض التي أشارك فيها من خلال توقيع كتبي، وهو رجل دمث الأخلاق، مبتسم، مع الدكتور عبدالعزيز العقيل من وزارة الإعلام، وعضو آخر في الهيئة، فسلموا عليّ، وقال لي الدكتور العقيل: إن الإخوان يطلبون منك ألا تصوّر مع النساء! عندما شاهد الدكتور العقيل استغرابي، قال لي: أعرف أن هذا ليس صحيحاً، تركي لن يصور مع النساء يا جماعة.قلتُ لهم: لن ألبي طلب امرأة بالتصوير معي، لكني لا أستطيع أن أمنع أحداً أن يصورني، فالناس كثر، وهذا ليس منطقاً.تبادلنا الابتسامات، وخرجوا من الجناح. بعد المغرب دخل صاحبنا وهو يرتدي مشلحه، فقال لي بصوت مرتفع أمام الناس: ألم أقل لك يا أخ تركي جزاك الله خيراً بألا توقع للنساء؟!قلت له: هذا ليس صحيحاً، لم تقل لي ذلك، قلت لي لا تصوّر مع النساء.قال: بل قلتُ لك. توقف عن التوقيع للنساء الله يهديك.وضعت قلمي وقمت من مكتب التوقيع باتجاه الخروج. وكانت بعض السيدات يتناقشن معهم بأنكم تحرموننا من الحصول على توقيع على كتبنا، مع أن التوقيع ليس تصويراً!تبعني عضو الهيئة إلى أحد الممرات، فأعاد بسمته الأولى، وقال لي: أتمنى أن تأتي معي إلى المكتب لدقائق. رفضت طلبه، وقلت له: لن أفعل. قال: والله إني أقدرك. قلت: وهل من التقدير أن تظهر نفسك أمام الناس قد منعتني من شيء وأنا أعود إليه وهذا ليس صحيحاً؟ بأي حق ترفع صوتك علي، مع أنك لم تأمرني بشيء سوى بعدم التصوير مع النساء؟!قال صدقني لقد قلت لك. قلت له يا عزيزي اذهب واطلب الدكتور عبدالعزيز واسأله، وأنا مستعد لأن يتم حديثنا كله أمام الناس، ليكشف لك أن المنع من التوقيع للنساء لم يبلغني إلا وأنت ترفع صوتك أمام الناس ناهراً لي!خرجت من المعرض، وقد امتلأت حسرة، على نظرتنا للمرأة بتصويرها مستودعاً للفتنة، ومجمعاً للفساد، ولذلك نمنعها من الحصول على توقيع كتاب، وكأن المؤلف سيكتب لها على طرة الكتاب غزلاً وهي تقف إلى جانب زوجها أو أخيها أو والدها!

*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية

السبت، 8 مارس 2008

جدل جائزة بوكر العربية يصل إلى حذاء رئيس لجنة التحكيم



علي المقري




قالت جمانة حداد المديرة الإدارية للجائزة العالمية للرواية العربية والتي صارت تعرف بالبوكر العربية، أن الجائزة تطمح إلى "منح الروايات العربية المستحِقة فرصة الإطلالة على السوق الغربي من خلال ترجمتها إلى اكثر من لغة". واعتبرت في حديث لـ "الإتحاد الثقافي" أن هذه في رأيها حاجة ماسة "إذ إن أدبنا لا يعوزه شيء لكي يكون حاضرا وبقوة في الحياة الأدبية العالمية، وهو لم يحظ حتى الآن بالاهتمام الذي يفيه حقّه". لذلك تأمل الجائزة، حسب حداد، في أن تؤدي دوراً فاعلا على هذا المستوى. قائلة " نحن فخورون بالشراكة مع جائزة مؤسسة بوكر البريطانية، كما بدعم مؤسسة الإمارات".
وحدد يوم العاشر من آذار(مارس) كموعد للإعلان عن الفائز الأول بالجائزة في حفل يقام في أبو ظبي.
وترعى ''البوكر'' في نسختها العربية مؤسسة الإمارات، وهي تماثل نظام البوكر الأنجلوفونية التي تمنح لروائيين وروائيات من دول الكومنولث البريطاني.
وكانت قد أعلنت يوم 28 يناير الماضي في لندن القائمة القصيرة التي تتضمن أسماء الفائزين الستة بالجائزة، والذين سيحصل كل واحد منهم على عشرة آلاف دولار أميركي، فيما سيحصل الفائز الرئيس بالجائزة، والذي سيختار من بين الستة على مبلغ خمسين ألف دولار، إضافة إلى أن الرواية الفائزة ستترجم إلى الانجليزية والفرنسية والأسبانية والألمانية والايطالية.
وكانت قد أثيرت حول الرواية الكثير من الجدل، فتحدث البعض عن تغييب بعض البلدان العربية من الفوز بالجائزة رغم تجاربها المتميزة، كالسعودية والعراق والمغرب، وترد جمانة حداد على هذه التساؤلات التي نقلناها إليها بالقول: ''دعني أوضح بداية أن عملي لا علاقة له بعمل لجنة التحكيم، فأنا المديرة الإدارية للجائزة، أي المنسّقة لشؤونها الإدارية كافة، ولا دور لي على الإطلاق في عملية التحكيم واختيار الروايات الفائزة. ولكن من الخطأ الحديث عن ''تغييب''. كان لا بدّ من الاختيار، وهذا ما فعله المحكّمون الستة. ربما نشهد في الدورة المقبلة فوز ست روايات من بلد واحد. من يدري؟ إذ ليس على النتائج أن تراعي معيار التوزيع الجغرافي، بل المعيار الأدبي في الدرجة الأولى''.
ورفض رئيس لجنة تحكيم الجائزة الروائي والصحفي العراقي صموئيل شمعون أن يعلّق على الانتقادات التي وجهت إلى اللجنة، وذهب بعضها إلى معاينة مظهر رئيسها بالنقد، كالناقد صبري حافظ الذي انتقد قيام شمعون بانتعال حذاء رخيص رث من ''الكاوتش''، حسب تعبيره، أثناء الإعلان عن الجائزة. ولم يجب شمعون على تساؤلنا، واكتفى بإعطائنا الصورة التي تظهره مع الفائزين، وهو يلبس الحذاء موضع التعليق، قائلاً إن حذاءه الذي شغل الدنيا سعره 120 دولارا، وليس رخيصاً.
بين العربية والبريطانية
وإذا كان النقاش يدور عادة في الغرب عن الروايات الفائزة وجمالياتها، مما يساعد على انتشارها، فإن اللغط في البلدان العربية دار حول مصداقية لجنة التحكيم وما في حكمها. وترى حداد أن ''من الطبيعي أن تثير النتائج ردود أفعال متنوعة، المؤيدة منها والمحتجة، إذ لا يمكن إرضاء الجميع. لكن الانطباعات حول القائمة القصيرة كانت إيجابية جداً في معظمها، وقد بذلت لجنة التحكيم جهداً كبيراً في اختيار هذه الأسماء الستة التي لكل منها حضوره وصدقيته الأدبيان''.
كما دار جانب كبير من الجدل عن كفاءة لجنة التحكيم وتخصصها، وهو ما لا نجده مع البوكر البريطانية والكثير من الجوائز الأوروبية، إذ إنه يتم اختيار أعضاء اللجان أحيانا من ممثلين وممثلات وكتاب سينما وصحفيين واقتصاديين وسياسيين ولا تثار مثل هذه الضجة. فما هي المعايير التي تم من خلالها اختيار لجنة تحكيم جائزة بوكر العربية؟ تقول المديرة الإدارية للجائزة: ''أعضاء لجنة التحكيم الستة جرى اختيارهم من جانب أمناء السرّ. غالبيتهم من العالم العربي، ولكن كان مهماً أيضاً أن يكون بين المحكّمين متخصصون من جنسيات أخرى، هم على صلة بالأدب العربي المعاصر. وهم، على تنوّعهم وتعدّد مجالات اهتمامهم، يشكلون في رأيي انعكاساً راقياً للوسط الثقافي والنقدي العربي''.
إلى ذلك، قال أحمد علي الصايغ العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات في تصريحات صحفية إن الإعلان عن الفائز الأول بجائزة بوكر العالمية للرواية العربية سيتم في مناسبة احتفالية ثقافية كبيرة تقيمها مؤسسة الإمارات في أبوظبي، بحضور عدد كبير من الشخصيات الثقافية والأدبية البارزة.
6 روايات من 131
وكان قد أعلن عن أسماء الروايات الست التي فازت بالمرحلة الأولى وهي: ''مديح الكراهية''، لخالد خليفة من سوريا، و''مطر حزيران'' لجبور الدويهي من لبنان، و''واحة الغروب'' لبهاء طاهر من مصر، و''تغريدة البجعة'' لمكاوي سعيد من مصر، و''أرض اليمبوس'' لإلياس فركوح من الأردن، و''أنتعل الغبار وأمشي'' لمي منسي من لبنان.
وقد اختيرت الروايات الست من أصل 131 رواية كتبها روائيون من 18 جنسية مختلفة، من قبل لجنة تحكيم. وتقدمت بها، بحسب نظام الجائزة الأساسي، دور النشر التي يحق لكل منها أن ترشح ثلاثة أعمال من التي أصدرتها في الأعوام الثلاثة الماضية (استثناءً للدورة الأولى الحالية).
وللجائزة هيئة من الأمناء الذين يتم اختيارهم لثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، بينما يتم تغيير أعضاء لجنة التحكيم في كل دورة. وترأس التحكيم لهذه السنة الروائي والصحفي العراقي صموئيل شمعون، مؤسس مجلة ''بانيبال'' الفصلية التي تعنى بترجمة الأدب العربي إلى الانجليزية، ومؤسس موقع كيكا الإلكتروني الثقافي.
وضمت اللجنة الكاتب والناقد المغربي محمد برادة، والشاعر والناقد المغربي محمد بنيس، والكاتب والناقد الفلسطيني فيصل دراج، والكاتب والمستعرب البريطاني بول ستاركي، والكاتبة والصحفية السورية غالية قباني. وتكونت هيئة الأمناء من: مارجريت اوبانك (ناشرة ورئيسة تحرير مجلة ''بانيبال'' ـ بريطانيا)، جوناثان تايلور (رئيس مجلس إدارة مؤسسة ''بوكر'' ـ بريطانيا)، خالد الحروب (كاتب وأكاديمي عربي ـ بريطانيا)، رياض نجيب الريس (ناشر وكاتب ـ لبنان)، ياسر سليمان (أستاذ في جامعة كامبريدج ـ الأردن)، افلين سميث (من مؤسسة ''بوكر'' ـ بريطانيا)، وليم سيغهارت (ناشر وكاتب ـ بريطانيا)، ماري تيريز عبدالمسيح (أستاذة جامعية ـ مصر)، عمر سيف غباش (ناشط ثقافي ـ الإمارات)، بيتر كلارك (مستشرق ومستشار ثقافي ـ بريطانيا)، فاروق مردم بيك (كاتب وناشر ـ سوريا)، إبراهيم المعلم (ناشر ورئيس سابق لاتحاد الناشرين العرب) وساشا هافليتشيك (المديرة التنفيذية لمعهد وايدنفيلد ـ بريطانيا). ويؤكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة جائزة بوكر جوناثان تايلور على أن أحد أهداف الجائزة هو ضمان الاعتراف بالأدب العربي ذي النوعية العالية، ومكافأته والتشجيع على اكتشافه.
الروايات والروائيون
علّقت لجنة التحكيم على رواية ''مديح الكراهية'' فقالت إن خالد خليفة تمكن ''في هذه الرواية من سرد تجربة القمع المزدوج في ظل التنظيمات الأصولية، وداخل مجتمع محروم من الديمقراطية، من خلال لغة متعددة المستويات، وشخصيات ممزقة أمام أسئلة المستقبل''.
وخليفة أصدر قبل ''مديح الكراهية'' روايتين: ''حارث الخديعة'' و''دفاتر القرباط''. وكتب العديد من السيناريوهات السينمائية والتلفزيونية.
وعن رواية ''مطر حزيران'' قالت لجنة التحكيم إن جبور الدويهي استطاع ''في هذه الرواية أن يستحضر فظائع الاحتراب الداخلي في لبنان، من خلال رصد الحياة اليومية في قرية يتجاور فيها مسلمون ومسيحيون، بلغة دقيقة وبسرد متعدد المنظورات، وقاموس يكتنز لحظات تضيء خفايا الصراع والتحارب''.
أما في رواية ''واحة الغروب''، فقد أعطى بهاء طاهر، حسب اللجنة، ''عملا روائيا نوعيا، بالمعني الجمالي والقيمي في آن. فاعتمادا على مجاز الرحلة، التي ترصد الأزمة الروحية لإنسان مهزوم، طرح جملة من القضايا الإنسانية الواسعة''.
وتعد ''واحة الغروب'' العمل الأدبي السابع لبهاء طاهر، بعد قصص ''الخطوبة''، و''بالأمس حلمت بك''، وروايات ''أنا الملك جئت''، ''قالت ضحى''، ''خالتي صفية والدير''، ''الحب في المنفى''، و''نقطة النور''، إلى عشر مسرحيات قصيرة، وترجمة لرواية ''ساحر الصحراء'' لباولو كويلو.
وعن رواية ''تغريدة البجعة'' تقول لجنة التحكيم إن مكاوي سعيد يشتق ''الشكل الروائي من واقع اجتماعي متحوّل متبدّل، ويعين الشكل الجديد مدخلاً إلى قراءة الواقع وتحولاته، في عمل روائي جميل يرثي زمناً غنائياً مضى، ويصوغ المستقبل المحتمل بأسئلة بلا إجابات''.
و ''تغريدة البجعة''، الرواية الثانية له بعد ''فئران السفينة'' التي فازت بجائزة سعاد الصباح، وصدرت للمرة الأولى عام ،1991 ثم أعاد نشرها عام .2003
وبالنسبة لرواية ''أرض اليمبوس''، فقد حدد إلياس فركوح في هذه الرواية ''بنية السيرة الذاتية لإنسان محدد الهوية والانتماء، وسيرة الإنسان المغترب بشكل عام، متحدثا عن سطوة الزمن وهشاشة الإنسان وقوته، بلغة مشرقة نضرة، مدرجاً في العمل مجموعة من الأصوات المتنوعة''.
وقد صدر لفركوح ما يزيد على خمسة وعشرين كتابا تشمل الرواية والقصة والمقالة والترجمة.
وهذه الرواية هي الثالثة له بعد ''قامات الزبد'' و''أعمدة الغبار''.
وعن رواية ''أنتعل الغبار وأمشي'' لمي منسي تقول اللجنة أن الكاتبة نجحت في هذه الرواية ''في تمجيد الذاكرة المثقلة بمآسي الحروب والفجيعة والفقدان في عالم اليوم. والعمل مكتوب بأسلوب متدفق ونثر نوعي، إضافة إلى نفحة شعرية تلائم الوجع الكوني الذي تعالجه''.
وصدر للكاتبة من قبل ''أوراق من دفاتر سجين''، و''المشهد الأخير'' و''في حديقة سارة''.
عن الملحق الثقافي لصحيفة (الاتحاد) الإماراتية
http://www.alittihad.ae/details.php?id="10701"

دروس خصوصية في الحرية



علي المقري
- 1 -

ليست الحرّيةُ أنْ تقولَ كُلَّ ما تعتقُد أنّه حقيقةٌ
بل وتقول أيضا كل ما تعتقد أنه كذبٌ
الحرّية ليست في أن تدافع عن ما قلته
بل وفي إنكار وتكذيب ما قلته أيضا
ليست الحرية أن تقول ما لا تعلم
بل وأن لا تقول ما تعلم

- 2 -

لا تنتهي حريتك حين تبدأ حرية الآخرين
بل يصبح لها معنىً
المعنى حرّيةٌ مجاورة

- 3 -

الحرّية ليست كما قيل لا تُشترى بالذهب
بل وتُشترى أيضا بالفضّة والبرونز, والحديد
فإذا لم تستطع أن تبيع حرّيتك
أو ترهنها, على الأقل
فحريتك ليس لها قيمة
وبالتالي أنت لست حُرّاً

- 4 -

الحرّية ليست في أن يحاسبك الآخرون أو تحاسبهم
بل هي أيضا في رفضك لعقابهم أو رفضهم لعقابك.
وهي إذْ لا تحميك من العقاب,
فإنها لا تمنعُ عقابك للآخرين أيضا

- 5 -

ليست الحرّية الزائدة عن حدِّها هي التي لا تطاق,
بل اختراقها هذا الحد كهدف
الحرّية لا تَخترق ولا تَهدف
إن تهدف أو تخترق,
هي حرّيةٌ مجاورةٌ
الحرّية تفيضُ ولا تَجرف

- 6 -

الحرّية تمضي ولا تَصل
تَصِلُ إذْ لا تمضي
الحرّية لا تصلُ إذْ تصلُ
الحرّية لا تصلْ
إنْ تصلْ
هي حرّية مجاورة

- 7 -

الحرّية لا تنطلق
الحرّية انطلاق ٌ
هي ليست لديها قاعدة انطلاق
الحرّية بلا قاعدة
الحرّية انطلاق إذ هي ليست مُنطلقاً
الحرّية منطلقٌ إذ هي ليست انطلاقاً
المنطلقُ حرّية مجاورة

- 8 -

الحرّية تبدأ حين لا تكون
الحرّية تنتهي حين تكون
الحرّية تبدأ ولا تكون
الحرّية تبدأ بلا بداية
الحرّية بلا بداية ولا نهاية
الحرّية تبدأ

- 9 -

الحرّية ليست قرينة الجهل
كما هي ليست قرينة المعرفة
الحرّية بلا معنى
المعنى حرّية مجاورة

- 10-

الحرّية ليست فعلاً
الفعل حرّية مجاورة
الحرّية ليست اسماً
الاسم حرّية مجاورة
الحرّية ليست صفةً
الصفة حرّية مجاورة

- 11 -

الحرّية لا أبٌ لها ولا إخوةٌ
لا زوجٌ لها ولا أبناء
الحرّية ليست مقطوعة من شجرة
الشجرة هي التي مقطوعة من حرّية

- 12 -

الحرّية ليست هي هذه الدروس الملقَّنة

التلقين حرّية مجاورة
صنعاء5/1/2001
عن مجموعة((يحدث في النسيان)-إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين،صنعاء2003

magic pharmacy