السبت، 15 مارس 2008

تواصل الحملة التضامنية مع الشاعر بول شاوول استنكاراً للدعوى المرفوعة عليه من الجنرال عون


تتواصل حملة التضامن مع بول شاوول استنكاراً للدعوى التي رفعها الجنرال ميشال عون عليه.هنا رسالة من شاعر يمني، ومقالة من الشاعر غسان علم الدين، ودفعة جديدة وردت من مجموعة من المثقفين المغاربة.
عزيزي الشاعر يحيى جابر، محبة وسلاماً،
آمل ان تكون بخير،
ان ما يتعرض له الشاعر بوول شاوول لا غرابة فيه في ظل الأوضاع التي يعيشها لبنان، منارة الحرية والجمال.
لكن اللبنانيين الذين ولدوا مع الحرية مستحيل ان يتوافقوا مع مؤسسة غير حرة.بول شاوول أحد اسماء لبنان الجميلة والتي تشير إليه، لهذا لن اتضامن معه فكيف نتضامن مع لبنان، بالأصح، هو الذي يتضامن معنا، نحن المسكونين بحب لبنان الحر، عاش بول شاوول.
علي المقري (صنعاء)
المثقفون المغاربة يتضامنون مع بول شاوول
أعلنت مجموعة من المثقفين في المغرب تضامنها مع بول شاوول واستنكارها للدعوى المرفوعة عليه من الجنرال ميشال عون. هنا الأسماء:حسن نجمي (شاعر ورئيس بيت الشعر في المغرب)، عزيز أزغاي (شاعر وفنان تشكيلي ـ الكاتب العام لبيت الشعر في المغرب)، إدريس الخوري (صحافي وكاتب)، عبد الدين حمروش (شاعر)، مصطفى النحال (باحث ومترجم)، أحمد بن اسماعيل (فنان تشكيلي)، حسن الوزاني (شاعر)، محمد بوجبيري (شاعر)، عاهد سعيد (صحافي وشاعر)، حسن بحراوي (باحث)، جلال الحكماوي (شاعر)، محمود عبد الغني (شاعر)، لحسن العسبي (كاتب وصحافي)، حجي محمد حجي (شاعر)، عثمان بنعليلا (كاتب)، عائشة البصري (شاعرة)، مراد القادري (شاعر)، محمد قمر (رئيس المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف)، عبد الفتاح بهجاجي (الرئيس المؤسس للشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال)، محمد الخودي (عضو المكتب الإداري لرابطة جمعية الآباء بالدار البيضاء)، محمد منخار (مخرج سينمائي).
بول شاوول وأطياف الجنرال
لا أعرف لماذا تستحوذ على فكري أطياف جنرال "خريف البطريرك" لماركيز كلما يسود لغط كبير حول عقيد من هنا أو جنرال من هناك من عقدائنا وجنرالاتنا الملهمين المؤيدين بعون ونصر من الإله العظيم.ولا أعرف لماذا تستحوذ على فكري رغبة التواطؤ دائماً مع بول شاوول "نرسيساً"، طاعناً في الموت، في نفاد الأحوال. لا سيما ضد المدججين بالألقاب والأوسمة والنياشين والعقبان والنسور.الاستحواذ والتواطؤ أمران اليئهما محمول على الانحياز. والانحياز هنا قائم على سببين كتابين: كتاب بول شاوول "أيها الطاعن في الموت" الذي له حكاية حكيتها لبول ذات إهداء على كتاب. وكتاب "خريف البطريرك لماركيز"، لكن شتان بين انحياز وانحياز.أما جنرال ماركيز فكان مصاباً بـ"فتق في خصيتيه" أي كان مقروقاً. والمقروق (بحسب ابن خلكان) "يعاني عجزاً حاداً في محفزات قدرات النخاع الشوكي، منطلق عصبة الفحولة والقدرة المطردة على التحكم بالهوس ومنخوليا الدماغ". قال له رودريغو أغيلار: "بكل بساطة سيدي الجنرال كل شيء ضدنا، حتى الكنيسة، كلا، قال: الكنيسة مع الذي يحكم، لكن قادة المعارضة المدنية بدأوا أخيراً بالظهور وهم الآن يتآمرون في قلب الشارع، هذا أفضل قال: أشنق منهم واحداً على كل فانوس من فوانيس ساحة الأسلحة حتى يعرف الجميع من هو الرجل القادر على كل شيء هنا. لكن كل شيء ضاع سيدي الجنرال. كل الناس معهم، هراء، قال: القوم معي ولن يخرجني أحد من هنا إلا ميتاً، ثم نام حتى ساعة حلب البقرات حيث وجد قاعة الاجتماعات قد تحولت إلى مزبلة".أما جنرال بول شاوول: "رأيته وافداً والطير تهرب من خطواته، ماذا سنفعل بوجوهنا المحفّرة على الحديد، من سيخفي أجنحته أمام نذير قدومه، من سيكسر الكؤوس حتى لا تبقى دمعة للذكرى، بعدما أغلق على جسده بوابة الوهم، هنا الأرض بلا جماهير، والرمل غزير، فلاتعمق في الرمل، حزن يحلم بالوقوف هذه الطعنة في جريك، وماذا لو تمددت على أطراف الحلم، أو نفضت أرق اليقظات من عينيك، بعدما تتهاوى على مدارك أعمار، آه لو تعرف قبل أن تسقط".ثم ثمة شيء آخر لا أعرفه أيضاً:لماذا كلما تذكرت أو لاح لي طيف بول شاوول أو طيف أي شاعر آخر تحضر أمامي أطياف كل الشعراء والملاعين والضالين والمرضى: أبو حيان التوحيدي، والحريري صاحب المقامات، والأصمعي، وأبو العلاء وجبران، وادغار ألن بو، وولف ويتمان، وغاندي، وألن غنسنبرغ، ومحمد الماغوط، وإبن عربي، والحلاج، وكافكا، ووديع سعادة، وعبده وازن، وعقل العويط، وزعيمهم النفري قائلاً على وجه التحديد: "لا يقدّر العارف قدر الواقف. الوقفة عمود المعرفة، والمعرفة عمود العلم. الوقفة لا تتعلق بسبب ولا يتعلق بها سبب. لو صلح لي شيء صلحت الوقفة. ولو أخبر عني شيء أخبرت الوقفة. معرفة لا وقفة فيها مرجوعها إلى جهل. الوقفة ريحي التي من حملتته بلغ إليّ، ومن لم تحمله بلغ إليه.الواقف يرث العلم والعمل والمعرفة، ولا يرثه إلا الله. احترق العلم في المعرفة واحترقت المعرفة في الوقفة".أما نرسيس بول شاوول ليس كما يعرّفه بعضهم انه "عاشق النظر إلى نفسه في الماء" بل بحسب بلال عبد الهادي كان يعشق النهر الذي يجري في عينيه الذي لا يهدأ ولا يستكين، يتدفق، يضمحل، يتصل، ينكسر، يغضب، يرق، يتعكر، يشف، ويفيض آخذاً في طريقه كل ما يعترضه من سلطعونات وسلاحف وديدان، وابقار، وأغنام، وكلاب، وأحذية، وحاويات فارغة، وقش، وزبد، وكركدنات، وأفراس الأنهار.صديقي بول اسمع هذه الحكاية ستضحك كثيراً غداً أو غداة الغد وأنت في حضرة الحاكم القاضي الجاد جداً: روى السيوطي في كتابه "تاريخ الخلفاء" أن رجلاً اسمه شريك بن الأعور دخل مرة على معاوية بن أبي سفيان، فبادره أمير المؤمنين متهكماً: شريك وأعور؟ فبادره الرجل على الفور ببداهة العربي وفطنته: "إنك لمعاوية، والعاوية كلبة عوّاء، وابن أبي سفيان، بن أمية، وأمية مصغّر الأمَة الخادمة الوضيعة المهانة. وكان معاوية مشهوراً بحلمه وفطنته أيضاً وحبه لكظم الغيظ ينعم بشمائل وسمات الحاكم العاف عند المقدرة، فاستسمحه معاوية وأثنى على فطنته وذكائه، وأمر له بشيء من بيت المال".قال ابن عون: "كان الرجل يقول لمعاوية: والله لتستقيمن بنا يا معاوية، أو لنقوّمنّك: فيقول بماذا؟ فيقول: فالخشب. فيقول: إذن نستقيم". (تاريخ الخلفاء ص 194، الطبعة الأولى 1952، مطبعة "السعادة" بمصر.بول: جلبت معي علبة سيجار كبيرة من آخر سفرة عن وطن الأرز وأصحاب النياشين والمقامات العالية، دخانها يكفي لخلق غيمة كبيرة وكثيفة في سماء بيروت قد تحجب ذبذبات قدرة البث التلفزيوني، علّنا لا نرى سحناتهم الليلة في الأقل.غسان علم الدينقلبك حر، يا بول شاوول:مهما كسرت أقلام أو قطعت ألسنة!الكاتب ضمير الحضارة.فما بالك إذا كان شاعراً أو رساماً أو مغنياً أو ممثلاً.ليس هذا الكلام مجانياً بل هو الكلام بجروحه ودمائه.من يكتب الكلام بجروحه ودمائه عنيف الأثر. لا من يقول كلامه على ظهور دبابات الوعود ورصاص الليالي. أبناء النجوم الغائبة. حيث لا شمس ولا يوم قادم.بول شاوول ولا سوى. هذا الشاعر والمسرحي والمثقف الكبير.نرفض كل محاولة لتكسير أقلامه لأنها لا تفيد.نرفض كل محاولة لتقطيع ألسنته لأنها لا تفيد.نرفض كل محاولة لجرجرته وبهدلته لأنها لا تفيد.بول شاوول قلب حر هذا ما نعرفه ولا يعرف بول سوى أنه قلب حر.باسم كل أبناء الكلام. صور الحضارة. صور لبنان الحر. صور الحياة الحرة. نقول: قلبك حر، يا بول شاوول.
عن (المستقبل)-بيروت

ليست هناك تعليقات:


magic pharmacy