الأحد، 9 مارس 2008

الهيئة ومعرض الكتاب ويوم المرأة!


تركي الدخيل
بالأمس كان العالم يحتفل باليوم العالمي للمرأة، ففي كل يوم يصادف الثامن من مارس (آذار) من كل عام، يحتفل العالم بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، بل إن المرأة تُمنح إجازة في هذا اليوم. هل كانت مفارقة أننا كنا نقف باتجاه معاكس من المرأة عشية يوم الاحتفال بإنجازاتها؟!ليل الجمعة كان اليوم مخصصاً للعوائل في معرض الكتاب الدولي في الرياض. كنتُ أوقّع كتابي الجديد "كنتُ في أفغانستان"، وبطبيعة الحال، فجزء من الذين يطلبون التوقيع كنّ من النساء، من مختلف الأعمار.

بعد بداية التوقيع بساعات، مرّ علي ممثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المعرض، وقد أصبحت أعرفه فهذه هي الدورة الثالثة للمعرض التي أشارك فيها من خلال توقيع كتبي، وهو رجل دمث الأخلاق، مبتسم، مع الدكتور عبدالعزيز العقيل من وزارة الإعلام، وعضو آخر في الهيئة، فسلموا عليّ، وقال لي الدكتور العقيل: إن الإخوان يطلبون منك ألا تصوّر مع النساء! عندما شاهد الدكتور العقيل استغرابي، قال لي: أعرف أن هذا ليس صحيحاً، تركي لن يصور مع النساء يا جماعة.قلتُ لهم: لن ألبي طلب امرأة بالتصوير معي، لكني لا أستطيع أن أمنع أحداً أن يصورني، فالناس كثر، وهذا ليس منطقاً.تبادلنا الابتسامات، وخرجوا من الجناح. بعد المغرب دخل صاحبنا وهو يرتدي مشلحه، فقال لي بصوت مرتفع أمام الناس: ألم أقل لك يا أخ تركي جزاك الله خيراً بألا توقع للنساء؟!قلت له: هذا ليس صحيحاً، لم تقل لي ذلك، قلت لي لا تصوّر مع النساء.قال: بل قلتُ لك. توقف عن التوقيع للنساء الله يهديك.وضعت قلمي وقمت من مكتب التوقيع باتجاه الخروج. وكانت بعض السيدات يتناقشن معهم بأنكم تحرموننا من الحصول على توقيع على كتبنا، مع أن التوقيع ليس تصويراً!تبعني عضو الهيئة إلى أحد الممرات، فأعاد بسمته الأولى، وقال لي: أتمنى أن تأتي معي إلى المكتب لدقائق. رفضت طلبه، وقلت له: لن أفعل. قال: والله إني أقدرك. قلت: وهل من التقدير أن تظهر نفسك أمام الناس قد منعتني من شيء وأنا أعود إليه وهذا ليس صحيحاً؟ بأي حق ترفع صوتك علي، مع أنك لم تأمرني بشيء سوى بعدم التصوير مع النساء؟!قال صدقني لقد قلت لك. قلت له يا عزيزي اذهب واطلب الدكتور عبدالعزيز واسأله، وأنا مستعد لأن يتم حديثنا كله أمام الناس، ليكشف لك أن المنع من التوقيع للنساء لم يبلغني إلا وأنت ترفع صوتك أمام الناس ناهراً لي!خرجت من المعرض، وقد امتلأت حسرة، على نظرتنا للمرأة بتصويرها مستودعاً للفتنة، ومجمعاً للفساد، ولذلك نمنعها من الحصول على توقيع كتاب، وكأن المؤلف سيكتب لها على طرة الكتاب غزلاً وهي تقف إلى جانب زوجها أو أخيها أو والدها!

*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بيان من ناشطات سعوديات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة


نهنئ كل المهتمين بحقوق المرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2008 ، و نذكر العالم بهذه المناسبة ما عانته النساء خلال العام 2007 في المملكة السعودية - التي تعتمد نظام الملكية المطلق- من التعرض لأقصى أشكال التمييز والقيود على حقوقهن الإنسانية الأساسية و من انتهاكات صارخة لحقوقهن سوا كانت الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية ، حيث تسود القوانين و القرارات القروسطية و القوانين العشائرية الرجولية الفجة و النزعة السلفية للجماعات الوهابية المتشددة التى تحكم البلاد ، بل وقامت تصديره إلى دول الجوار في الخليج واليمن حيث نسمع عن انتهاكات عنيفة تتعرض لها المرأة من قبل الجماعات السلفية الممولة من الدولة السعودية ، في مناطق ومحافظات يمنية متعددة حيث يطبقون على النساء هناك ما تقوم به تلك الجماعات من جرائم وانتهاكات وحصار ضد المرأة في السعودية،كان آخرها وأعنفها المشاركة في قتل وتعذيب ونهب النساء في محافظة صعدة إلى جانب قوات الجيش .



ففي تناقضٍ صارخ مع مقتضيات الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والتي انضمت إليها المملكة في 7 سبتمبر/أيلول 2000، ما يزال التمييز الشديد موجودٌ على سبيل المثال في الوظائف العامة والخاصة، وفي قدرة المرأة على السفر، وحريتها في اتخاذ القرارات دون موافقة أولياء أمرها الذكور (زوجها عادةً، أو والدها، أو شقيقها). كما منعت الحكومة السعودية النساء أيضاً من الترشيح والتصويت في الانتخابات البلدية لعام 2005. .



فجميع جوانب الحياة اليومية للمرأة تقريبا تخضع لارادة الدولة، بدءا من حقها في التنقل إلى حقها في الانتصاف من الاعتداء عنيف تعرضت له، إلى أن وصل الحد بإصدار أحكام ضد فاة تم اغتصابها تبلغ من العمر التسعة عشر عاما الملقبة بفتاة القطيف، اُغتصبت من قبل عصابة متوحشة، مكونة من سبعة رجال. وحين كُشفت الجريمة وتعرف جهاز الأمن على الجناة، اُدرج اسم الفتاة معهم، بحجة انها كانت بصحبة شاب غريب، في مكان عام. ألبست الفتاة "جريمة الخلوة غير الشرعية." وتم التغاضي تماماً عن جريمة الاغتصاب وحُكم عليها بالسجن 6 اشهر والجلد 200 جلدة؟


وغيرها من الانتهاكات الكثيرة التي تعرضت لها المرأة ومازالت تتعرض لها بمباركة أصحاب القرار .
كل هذا مع استمرار الجرائم المرتكبة ضد المرأة من قبل قوات الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف سيئة الصيت والسيرة ، كان آخر ما عُرف إرغامهم لسيدة الأعمال ( يارا) بالتوقيع على اعتراف انها شوهدت في خلوة ؟



ولحد الان لم توقع السعودية على عدد كبير من المعاهدات و المواثيق الدولية المتعلقة بشان حقوق المراة كقانون إزالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة أو اتفاقية التجنيس الخاصة بالمرأة المتزوجة أو قانون الزواج المدني......الخ و لا يحق للمرأة السعودية الى الان قيادة السيارة بموجب القانون الديني والتقاليد الاجتماعية السائدة. ومن اكثر المظاهر البائسة بحق المراة هو قانون الاحوال الشخصية حيث للرجل كل الحقوق وسلبت من المرأة معظم حقوقها.



قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش : "لا يبدو أن شيئاً تغير رغم كل الكلام عن الإصلاح. لا يُسمح بأي احتجاجٍ علني. ولا تتسامح الحكومة مع أية مطالبة بحقوق المرأة".



وعليه نطالب المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان والمرأة أن تواصل ضغوطها على النظام السعودي وتطالبه بإنصاف المرأة وإيقاف الانتهاكات التي تتعرض لها وتعديل القوانين الجائرة التي تسلبها حقوقها ، والالتزام بالاتفاقيات الدولية في هذا الجانب.





ناشطات سعوديات

8/3/2008


magic pharmacy