السبت، 8 مارس 2008

جدل جائزة بوكر العربية يصل إلى حذاء رئيس لجنة التحكيم



علي المقري




قالت جمانة حداد المديرة الإدارية للجائزة العالمية للرواية العربية والتي صارت تعرف بالبوكر العربية، أن الجائزة تطمح إلى "منح الروايات العربية المستحِقة فرصة الإطلالة على السوق الغربي من خلال ترجمتها إلى اكثر من لغة". واعتبرت في حديث لـ "الإتحاد الثقافي" أن هذه في رأيها حاجة ماسة "إذ إن أدبنا لا يعوزه شيء لكي يكون حاضرا وبقوة في الحياة الأدبية العالمية، وهو لم يحظ حتى الآن بالاهتمام الذي يفيه حقّه". لذلك تأمل الجائزة، حسب حداد، في أن تؤدي دوراً فاعلا على هذا المستوى. قائلة " نحن فخورون بالشراكة مع جائزة مؤسسة بوكر البريطانية، كما بدعم مؤسسة الإمارات".
وحدد يوم العاشر من آذار(مارس) كموعد للإعلان عن الفائز الأول بالجائزة في حفل يقام في أبو ظبي.
وترعى ''البوكر'' في نسختها العربية مؤسسة الإمارات، وهي تماثل نظام البوكر الأنجلوفونية التي تمنح لروائيين وروائيات من دول الكومنولث البريطاني.
وكانت قد أعلنت يوم 28 يناير الماضي في لندن القائمة القصيرة التي تتضمن أسماء الفائزين الستة بالجائزة، والذين سيحصل كل واحد منهم على عشرة آلاف دولار أميركي، فيما سيحصل الفائز الرئيس بالجائزة، والذي سيختار من بين الستة على مبلغ خمسين ألف دولار، إضافة إلى أن الرواية الفائزة ستترجم إلى الانجليزية والفرنسية والأسبانية والألمانية والايطالية.
وكانت قد أثيرت حول الرواية الكثير من الجدل، فتحدث البعض عن تغييب بعض البلدان العربية من الفوز بالجائزة رغم تجاربها المتميزة، كالسعودية والعراق والمغرب، وترد جمانة حداد على هذه التساؤلات التي نقلناها إليها بالقول: ''دعني أوضح بداية أن عملي لا علاقة له بعمل لجنة التحكيم، فأنا المديرة الإدارية للجائزة، أي المنسّقة لشؤونها الإدارية كافة، ولا دور لي على الإطلاق في عملية التحكيم واختيار الروايات الفائزة. ولكن من الخطأ الحديث عن ''تغييب''. كان لا بدّ من الاختيار، وهذا ما فعله المحكّمون الستة. ربما نشهد في الدورة المقبلة فوز ست روايات من بلد واحد. من يدري؟ إذ ليس على النتائج أن تراعي معيار التوزيع الجغرافي، بل المعيار الأدبي في الدرجة الأولى''.
ورفض رئيس لجنة تحكيم الجائزة الروائي والصحفي العراقي صموئيل شمعون أن يعلّق على الانتقادات التي وجهت إلى اللجنة، وذهب بعضها إلى معاينة مظهر رئيسها بالنقد، كالناقد صبري حافظ الذي انتقد قيام شمعون بانتعال حذاء رخيص رث من ''الكاوتش''، حسب تعبيره، أثناء الإعلان عن الجائزة. ولم يجب شمعون على تساؤلنا، واكتفى بإعطائنا الصورة التي تظهره مع الفائزين، وهو يلبس الحذاء موضع التعليق، قائلاً إن حذاءه الذي شغل الدنيا سعره 120 دولارا، وليس رخيصاً.
بين العربية والبريطانية
وإذا كان النقاش يدور عادة في الغرب عن الروايات الفائزة وجمالياتها، مما يساعد على انتشارها، فإن اللغط في البلدان العربية دار حول مصداقية لجنة التحكيم وما في حكمها. وترى حداد أن ''من الطبيعي أن تثير النتائج ردود أفعال متنوعة، المؤيدة منها والمحتجة، إذ لا يمكن إرضاء الجميع. لكن الانطباعات حول القائمة القصيرة كانت إيجابية جداً في معظمها، وقد بذلت لجنة التحكيم جهداً كبيراً في اختيار هذه الأسماء الستة التي لكل منها حضوره وصدقيته الأدبيان''.
كما دار جانب كبير من الجدل عن كفاءة لجنة التحكيم وتخصصها، وهو ما لا نجده مع البوكر البريطانية والكثير من الجوائز الأوروبية، إذ إنه يتم اختيار أعضاء اللجان أحيانا من ممثلين وممثلات وكتاب سينما وصحفيين واقتصاديين وسياسيين ولا تثار مثل هذه الضجة. فما هي المعايير التي تم من خلالها اختيار لجنة تحكيم جائزة بوكر العربية؟ تقول المديرة الإدارية للجائزة: ''أعضاء لجنة التحكيم الستة جرى اختيارهم من جانب أمناء السرّ. غالبيتهم من العالم العربي، ولكن كان مهماً أيضاً أن يكون بين المحكّمين متخصصون من جنسيات أخرى، هم على صلة بالأدب العربي المعاصر. وهم، على تنوّعهم وتعدّد مجالات اهتمامهم، يشكلون في رأيي انعكاساً راقياً للوسط الثقافي والنقدي العربي''.
إلى ذلك، قال أحمد علي الصايغ العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات في تصريحات صحفية إن الإعلان عن الفائز الأول بجائزة بوكر العالمية للرواية العربية سيتم في مناسبة احتفالية ثقافية كبيرة تقيمها مؤسسة الإمارات في أبوظبي، بحضور عدد كبير من الشخصيات الثقافية والأدبية البارزة.
6 روايات من 131
وكان قد أعلن عن أسماء الروايات الست التي فازت بالمرحلة الأولى وهي: ''مديح الكراهية''، لخالد خليفة من سوريا، و''مطر حزيران'' لجبور الدويهي من لبنان، و''واحة الغروب'' لبهاء طاهر من مصر، و''تغريدة البجعة'' لمكاوي سعيد من مصر، و''أرض اليمبوس'' لإلياس فركوح من الأردن، و''أنتعل الغبار وأمشي'' لمي منسي من لبنان.
وقد اختيرت الروايات الست من أصل 131 رواية كتبها روائيون من 18 جنسية مختلفة، من قبل لجنة تحكيم. وتقدمت بها، بحسب نظام الجائزة الأساسي، دور النشر التي يحق لكل منها أن ترشح ثلاثة أعمال من التي أصدرتها في الأعوام الثلاثة الماضية (استثناءً للدورة الأولى الحالية).
وللجائزة هيئة من الأمناء الذين يتم اختيارهم لثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، بينما يتم تغيير أعضاء لجنة التحكيم في كل دورة. وترأس التحكيم لهذه السنة الروائي والصحفي العراقي صموئيل شمعون، مؤسس مجلة ''بانيبال'' الفصلية التي تعنى بترجمة الأدب العربي إلى الانجليزية، ومؤسس موقع كيكا الإلكتروني الثقافي.
وضمت اللجنة الكاتب والناقد المغربي محمد برادة، والشاعر والناقد المغربي محمد بنيس، والكاتب والناقد الفلسطيني فيصل دراج، والكاتب والمستعرب البريطاني بول ستاركي، والكاتبة والصحفية السورية غالية قباني. وتكونت هيئة الأمناء من: مارجريت اوبانك (ناشرة ورئيسة تحرير مجلة ''بانيبال'' ـ بريطانيا)، جوناثان تايلور (رئيس مجلس إدارة مؤسسة ''بوكر'' ـ بريطانيا)، خالد الحروب (كاتب وأكاديمي عربي ـ بريطانيا)، رياض نجيب الريس (ناشر وكاتب ـ لبنان)، ياسر سليمان (أستاذ في جامعة كامبريدج ـ الأردن)، افلين سميث (من مؤسسة ''بوكر'' ـ بريطانيا)، وليم سيغهارت (ناشر وكاتب ـ بريطانيا)، ماري تيريز عبدالمسيح (أستاذة جامعية ـ مصر)، عمر سيف غباش (ناشط ثقافي ـ الإمارات)، بيتر كلارك (مستشرق ومستشار ثقافي ـ بريطانيا)، فاروق مردم بيك (كاتب وناشر ـ سوريا)، إبراهيم المعلم (ناشر ورئيس سابق لاتحاد الناشرين العرب) وساشا هافليتشيك (المديرة التنفيذية لمعهد وايدنفيلد ـ بريطانيا). ويؤكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة جائزة بوكر جوناثان تايلور على أن أحد أهداف الجائزة هو ضمان الاعتراف بالأدب العربي ذي النوعية العالية، ومكافأته والتشجيع على اكتشافه.
الروايات والروائيون
علّقت لجنة التحكيم على رواية ''مديح الكراهية'' فقالت إن خالد خليفة تمكن ''في هذه الرواية من سرد تجربة القمع المزدوج في ظل التنظيمات الأصولية، وداخل مجتمع محروم من الديمقراطية، من خلال لغة متعددة المستويات، وشخصيات ممزقة أمام أسئلة المستقبل''.
وخليفة أصدر قبل ''مديح الكراهية'' روايتين: ''حارث الخديعة'' و''دفاتر القرباط''. وكتب العديد من السيناريوهات السينمائية والتلفزيونية.
وعن رواية ''مطر حزيران'' قالت لجنة التحكيم إن جبور الدويهي استطاع ''في هذه الرواية أن يستحضر فظائع الاحتراب الداخلي في لبنان، من خلال رصد الحياة اليومية في قرية يتجاور فيها مسلمون ومسيحيون، بلغة دقيقة وبسرد متعدد المنظورات، وقاموس يكتنز لحظات تضيء خفايا الصراع والتحارب''.
أما في رواية ''واحة الغروب''، فقد أعطى بهاء طاهر، حسب اللجنة، ''عملا روائيا نوعيا، بالمعني الجمالي والقيمي في آن. فاعتمادا على مجاز الرحلة، التي ترصد الأزمة الروحية لإنسان مهزوم، طرح جملة من القضايا الإنسانية الواسعة''.
وتعد ''واحة الغروب'' العمل الأدبي السابع لبهاء طاهر، بعد قصص ''الخطوبة''، و''بالأمس حلمت بك''، وروايات ''أنا الملك جئت''، ''قالت ضحى''، ''خالتي صفية والدير''، ''الحب في المنفى''، و''نقطة النور''، إلى عشر مسرحيات قصيرة، وترجمة لرواية ''ساحر الصحراء'' لباولو كويلو.
وعن رواية ''تغريدة البجعة'' تقول لجنة التحكيم إن مكاوي سعيد يشتق ''الشكل الروائي من واقع اجتماعي متحوّل متبدّل، ويعين الشكل الجديد مدخلاً إلى قراءة الواقع وتحولاته، في عمل روائي جميل يرثي زمناً غنائياً مضى، ويصوغ المستقبل المحتمل بأسئلة بلا إجابات''.
و ''تغريدة البجعة''، الرواية الثانية له بعد ''فئران السفينة'' التي فازت بجائزة سعاد الصباح، وصدرت للمرة الأولى عام ،1991 ثم أعاد نشرها عام .2003
وبالنسبة لرواية ''أرض اليمبوس''، فقد حدد إلياس فركوح في هذه الرواية ''بنية السيرة الذاتية لإنسان محدد الهوية والانتماء، وسيرة الإنسان المغترب بشكل عام، متحدثا عن سطوة الزمن وهشاشة الإنسان وقوته، بلغة مشرقة نضرة، مدرجاً في العمل مجموعة من الأصوات المتنوعة''.
وقد صدر لفركوح ما يزيد على خمسة وعشرين كتابا تشمل الرواية والقصة والمقالة والترجمة.
وهذه الرواية هي الثالثة له بعد ''قامات الزبد'' و''أعمدة الغبار''.
وعن رواية ''أنتعل الغبار وأمشي'' لمي منسي تقول اللجنة أن الكاتبة نجحت في هذه الرواية ''في تمجيد الذاكرة المثقلة بمآسي الحروب والفجيعة والفقدان في عالم اليوم. والعمل مكتوب بأسلوب متدفق ونثر نوعي، إضافة إلى نفحة شعرية تلائم الوجع الكوني الذي تعالجه''.
وصدر للكاتبة من قبل ''أوراق من دفاتر سجين''، و''المشهد الأخير'' و''في حديقة سارة''.
عن الملحق الثقافي لصحيفة (الاتحاد) الإماراتية
http://www.alittihad.ae/details.php?id="10701"

ليست هناك تعليقات:


magic pharmacy